178

وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان

وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان

ایڈیٹر

إحسان عباس

ناشر

دار صادر

پبلشر کا مقام

بيروت

تحية من غادرته غرض الردى ... إذا زار عن شحط بلادك سلما
فما كان قيس هُلكُه هلك واحد ... ولكنه بنيان قومٍ تهدما وهذا قيس أول من وأد البنات في الجاهلية للغيرة والأنفة من النكاح، وتبعه الناس في ذلك إلى أن أبطله الإسلام.
(٩) وأما الأمير بدر الدين لؤلؤ المذكور، فإنه توفي يوم الجمعة ثالث شعبان سنة سبع وخمسين وستمائة بقلعة الموصل، ودفن بها في مشهد هناك، وعمره مقدار ثمانين سنة، رحمه الله تعالى.
٧٦ - (١)
صلاح الدين الإربلي
أبو العباس أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قحطان الإربلي الملقب صلاح الدين، وهو من بيت كبير بإربل؛ وكان حاجبًا عن الملك المعظم مظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل، فتغير عليه واعتقله مدة، فلما أفرج عنه خرج منها قاصدًا بلاد الشام في سنة ثلاث وستمائة (٢) صحبة الملك القاهر بهاء الدين أيوب ابن الملك العادل، فاتصل بخدمة الملك المغيث ابن الملك العادل، وكان قد عرفه من إربل، وحسنت حاله عنده، فلما توفي المغيث انتقل الصلاح إلأى الديار المصرية، وخدم الملك الكامل، فعظمت منزلته عنده، ووصل منه إلى ما لم يصل إليه غيره، واختص به في خلواته وجعله أميرًا.
وكان الصلاح ذا فضيلة تامة ومشاركات حسنة. بلغني أنه كان يحفظ

(١) للصلاح اربلي ترجمة في مرآة الزمان: ٦٩٢ والوافي ٧، الورقة: ٢٩ والشذرات ١٤٣.
(٢) هـ: ٦٠٦.

1 / 184