قال العلامة مجد الدين وغيره: وهذا الشباك ظاهر لمن تأمله من تحت الكسوة التي على الحائط المذكور على دوران الحائط جميعه، وكل ذلك في سنة خمس وخمسين، ثم كانت وقعة التتار ودخولهم بغداد وقتل الخليفة المستعصم في محرم سنة ست وخمسين على ما سيأتي بسطه، ثم وصلت الآلات من مصر فعمروا بها، وكان المتولى عليها الملك المنصور نور الدين ابن الملك المعز أيبك الصالحي ووصل أيضا من الملك المظفر شمس الدين يوسف صاحب اليمن آلات وأخشاب فعملوا إلى باب السلام المعروف قديما بباب مروان بن الحكم.
ثم عزل صاحب مصر المذكور في ذي القعدة سنة سبع وخمسين واستقر الملك المظفر سيف الدين قطز المعزي ثم قتل قبل استكمال سنة وكان العمل في المسجد في تلك السنة من باب السلام إلى باب الرحمة المعروف قديما بباب عاتكه ابنة عبد الله.
ثم تولى مصر والشام في عام ثمان وخمسين الملك الظاهر ركن الدين الصالحي البندقداري فحصل منه اهتمام بتمام عمارة الحرم في سنة اثنين وستين فجهز الأخشاب والحديد والرصاص ومن الصناع ثلاثة وخمسين صانعا وما يمونهم وأنفق عليهم قبل سفرهم وأرسل معهم الأمير جمال الدين محسن الصالحي وغيره، ثم صار يمدهم بما يحتاجون إليه من الآلات والنفقات، فعمل ما بقي من سطح المسجد الشريف من باب الرحمة إلى شمال المسجد إلى باب النساء المعروف قديما بباب ريطة ابنة أبي العباس السفاح، وكما سقف المسجد على ما كان عليه قبل الحريق وهو سقف فوق سقف ولم يزل على ذلك إلى أوائل دولة الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحي رحمه الله، فجدد السقف الشرقي والغربي في سنتي خمس وست وسبعماية وجعلا سقفا واحدا بنسبة السقف الشمالي فإنه جعل في عمارة الظاهر كذلك.
صفحہ 100