وقد درج السلف والخلف على ذلك فأوجبوا للنبي صلى الله عليه وسلم التعظيم البالغ الذي لا مرمى وراءه ولا غاية بعده حتى قال بعض العلماء: من قال أن زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسخ وأراد به عيبه قتل من غير استتابة.
وقد أفتى علماء الأندلس بقتل من سماه في مناظرته يتيما وختن حيدرة، وقال العلماء أنه يجب من الأدب معه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كل مايجب معه قبلها وقال أبو إبراهيم إسحاق التجيبي: واجب على كل مؤمن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسكن من حركته ويأخذ في هيبته وإجلاله بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه.
قال القاضي عياض عقب ذلك: وهذه كانت سيرة سلفنا الصالح وأئمتنا الماضين.
وذكر ابن بشكوال أن مالكا كان لايستعمل مستمليا، فلما كثر الناس عليه قيل له: لو جعلت مستمليا يسمع الناس فقال: قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) والنبي صلى الله عليه وسلم حرمته واحدة حيا أو ميتا، أي فترك رفع الصوت بالحديث لكونه كان بحضرته صلى الله عليه وسلم.
صفحہ 109