الرئيس :
وبعد أن أكرمه أمير طبرستان، الأمير شهريار بن شروين، وأحسن، صرفه إكراما لجلالتكم. سافر إلى بغداد، وتقرب من الخليفة العباسي، القادر بالله، فأكرمه، وقيل إنه نظم للخليفة قصة يوسف وزليخة فأجازه عليها. وبعد أن بلغه خبر عفو جلالتكم عنه، عاد إلى وطنه، ولكنه عاد شيخا مزعزعا محزونا.
السلطان :
هل هو اليوم في مدينة طوس؟
الرئيس :
هو اليوم بطوس نعم يا مولاي أسير الفاقة، وأليف البؤس والغم، وقد علمت أخيرا أنه مريض.
السلطان (متأثرا) :
الفردوسي فقير بائس مريض، وأنا السلطان محمود مستمتع بالخير والنعيم؟ وقد لا أبرؤ أمام الله مما أصيب به في سنواته الأخيرة. بل قد أعد من المسئولين عما لقيه من الشقاء وهو ينظم ديوانه الخالد. لا، لست متذرعا بشيء، ولست متهما غير نفسي. فقد سمعت لحسن وأياز، وكان ينبغي ألا أمدهما في هواهما. كان من الواجب علي أن أعمل برأيي في بادئ أمره، ووفقا لقلبي في فاتحة حبه ... الفردوسي فقير بائس مريض؟ ما فات الأمر، والله، ما فات الأمر، سيتمتع ولو بيوم واحد سعيد قبل موته؛ بيوم واحد ينسيه ما هو فيه، وينسيه ما كان من تقصير سلطانه. سارع إلى الخازندار وعدوا ستين ألف دينار ذهبا وإذا نقص شيء منها فأرسلوا بقيمته نيلا. وحملوها على جمالنا، وسيروها عاجلا إلى طوس؛ إلى الفردوسي بطوس.
الرئيس :
سمعا وطاعة، يا مولاي. (ينحني ويخرج.)
نامعلوم صفحہ