248

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى

وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‏ - الجزء1

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٩

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

جغرافیہ
ويرفع الخلاف إلا أن فيه بعض مخالفة لما تقدم، فقال: سهل بن عمرو الأنصاري النجاري أخو سهيل صاحب المربد، وكانا في حجر أسعد بن زرارة، ينسبان إلى جدهما، وهما ابنا رافع بن عمرو بن أبي عمرو بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن النجار، انتهى. فعلى هذا يكون سقط من الرواية المتقدمة ابن عمرو بين رافع وأبي عمرو، وتصحف عبيد بعائذ، والله أعلم.
وقال المجد: ذكر البيهقي المسجد فقال: كان جدارا مجدرا ليس عليه سقف، وقبلته إلى القدس، وكان أسعد بن زرارة بناه، وكان يصلي بأصحابه فيه، ويجمّع بهم فيه الجمعة قبل مقدم رسول الله ﷺ فأمر رسول الله ﷺ بالنخل التي في الحديقة وبالغرقد أن يقطع، وكان فيه قبور جاهلية، فامر بها فبنشت، وأمر بالعظام أن تغيّب، وكان في المربد ماء مسحل فسيره حتى ذهب- والمسحل: ممشى ماء المطر، انتهى. ولم أره في المعرفة للبيهقي، ولا في السنن الكبير، ولا في الدلائل، والمعروف أنه كان مربدا للتمر: أي يجفّف فيه التمر، وكأنه سماه حديقة لاشتماله على نخل؛ ففي الصحيحين أن النبي ﷺ «لما أخذه كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب، فأمر النبي ﷺ بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، فصفوا النخل قبلة له، وجعلوا عضادتيه حجارة» وقد قدمنا الكلام على قطع هذا النخل في أحكام الحرم، وكأن معنى صف النخل قبلة له جعلها سواري في جهة القبلة ليسقف عليها كما في الصحيح «كان المسجد على عهد رسول الله ﷺ مبنيا باللبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل» وسيأتي فيما أسند يحيى أنه كان في جوف الأرض- أي أرض المربد- قبور جاهلية، فامر رسول الله ﷺ بالقبور فنبشت، فرمى بعظامها، فأمر بها فغيبت، وكان في المربد ماء مستنجل «١» فسيره حتى ذهب» ووقع في رواية عطاف بن خالد عند ابن عائذ أنه ﷺ «صلى فيه وهو عريش اثني عشر يوما، ثم بناه وسقفه» وسيأتي ما يشهد له.
وأسند ابن زبالة عن أنس قال: بناه رسول الله ﷺ يعني المسجد- أول ما بناه بالجريد، قال: وإنما بناه باللبن بعد الهجرة بأربع سنين.
قلت: وهو واه أو مؤول، والمعروف خلافه.
وأسند أيضا عن شهر بن حوشب قال: لما أراد رسول الله ﷺ أن يحجر بناء المسجد قيل له: عريش كعريش أخيك موسى سبع أذرع، وأسنده يحيى من غير طريقه عن شهر أيضا بلفظ: لما أراد رسول الله ﷺ أن يا بني المسجد، وأورده رزين بلفظ: لما أراد

(١) استنجل الماء: صفّى ماء النّزّ من أرضه.

1 / 252