وعی: دلیل مختصر برای معمای بنیادی ذهن
الوعي: دليل موجز للغز الجوهري للعقل
اصناف
10
من الواضح أن استخدام منفذ الدماغ مرتبط باستخدام الرؤية للمناورة في جميع أنحاء العالم المادي، ولكن من المؤكد أن طبيعة الخبرة الفعلية مختلفة تماما عن الرؤية بأعيننا. ثمة مصطلح رائع، وهو «البيئة الحسية»، قدمه لنا عالم الأحياء جاكوب فون أوكسكول في عام 1909، لوصف خبرة حيوان معين، على أساس الحواس المستخدمة من قبل هذا الكائن الحي للتنقل في بيئته. الخفافيش لها بيئة حسية معينة، وللنحل بيئة حسية أخرى، وللبشر بيئة حسية ثالثة، وشخص يستخدم تكنولوجيا مثل منفذ الدماغ يختبر بيئة حسية مختلفة أيضا.
يشارك ديفيد إيجلمان في أبحاث تستكشف إمكانيات توسيع البيئة الحسية للبشر لتشمل المعلومات التي لا نستطيع الوصول إليها حاليا من خلال حواسنا الخمس. يوضح ديفيد إيجلمان أن الدماغ «لا يهتم بكيفية حصوله على المعلومات، ما دام قد حصل عليها».
11
في مؤتمر تيد لعام 2015، وصف إيجلمان النتائج المستقبلية المحتملة لاستبدال الحواس، التي بموجبها يتم إنشاء «حواس جديدة» للأشخاص:
لا توجد في الأفق نهاية حقا لإمكانيات التوسع البشري. فقط تخيل أن يكون رائد فضاء قادرا على الشعور بالصحة العامة لمحطة الفضاء الدولية أو - بالأحرى - أن تشعر بالحالات غير المرئية لصحتك الشخصية؛ مثل مستوى السكر بالدم وحالة الميكروبيوم الخاص بك، أو رؤية ما حولك بنطاق 360 درجة، أو الرؤية باستخدام الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية.
12
نحن نعلم في الحقيقة أن الدماغ البشري - في ظل ظروف مناسبة - يمكنه دمج الأشياء الغريبة بسلاسة في خريطته لما يشكل جسده. ووهم اليد المطاطية مثال على كيفية إدراج شيء خارجي في تصور الفرد للذات عند استيفاء شروط معينة. في التجربة الأصلية، يجلس المشارك واضعا يده الحقيقية أسفل طاولة، بينما توضع يد مطاطية على الطاولة في مكان يده الأصلية. وعندما يقوم القائم بالتجربة بحك اليد الحقيقية للمشارك واليد المطاطية في الوقت نفسه باستخدام فرشاة، يبدأ المشارك في الشعور بأن اليد المطاطية التي يراها على الطاولة هي يده. وقد أجريت تجربة وهم اليد المطاطية فيما بعد بأشكال مختلفة باستخدام تقنية الواقع الافتراضي. في واحدة من هذه التجارب، التي أجراها عالم الأعصاب أنيل سيث وفريقه في جامعة ساسكس، ترتدي المشاركة نظارات الواقع الافتراضي، وتختبر عالما افتراضيا تمتلك فيه يدا افتراضية. أحيانا يتسبب القائمون بالتجربة في وميض اليد باللون الأحمر بشكل متزامن مع دقات قلب المشاركة، وأحيانا بشكل غير متزامن. وكما يمكن أن نتوقع، يكون لدى المشاركة شعور أكبر بملكية اليد الافتراضية عندما يكون الوميض متزامنا مع دقات قلبها.
13
يشير سيث إلى خبراتنا بأنفسنا في العالم على أنها نوع من «الهلوسة المحكومة». وهو يصف الدماغ بأنه «محرك تنبؤ» ويوضح أن «ما ندركه هو أفضل تخمين لما هو موجود في العالم». إنه يقول بمعنى ما: «إننا نخرج أنفسنا إلى حيز الوجود من خلال التنبؤ.»
نامعلوم صفحہ