قال عبد الله: عزيز علي أن تنأى بكم الدار، ولكني لم أسمع من رسول الله القرآن وحديثه إلا اليوم، وإني لأوثر أن ألزمه ما وسعني لزومه، فاذهبوا راشدين.
وأصبح أبو حذيفة فانطلق بامرأته وابنه سالم فيمن انطلق إلى أرض الحبشة من المسلمين، حتى إذا كانت الهجرة الثانية إلى أرض الحبشة كان عبد الله بن سهيل أحد المشاركين فيها، وقد جلس سهيل في داره محزونا كئيبا، وافتقدته قريش حين رأت تخلفه عن أنديتها أياما، فأقبل عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل عمرو بن هشام فاستأذنوا عليه، ولو قد أطاع نفسه لمنعهم الإذن، ولكن للسادة من قريش حقوقا لا يلتوى بها، فيدخل القوم على سهيل ولا يكادون يتحدثون إليه حتى يروا حزنه وضيق صدره.
يقول عتبة بن ربيعة: ويحك أبا عبد الله! لقد هاجر ابني فما ساءتني هجرته، فيقول سهيل: وهل جر علينا الشر كله إلا ابنك؟! لم يكفه أن يصبئ ابنتي حتى أصبأ أخاها وانصرف بهما جميعا إلى أرض النجاشي.
قال أبو جهل: لو عرفت قريش كيف تؤدب سفهاءها لما أصابكما ما تريان، ولو استجابت لي قريش لاجتثثت الشجرة من أصلها.
214
فيقول شيبة بن ربيعة: على رسلك
215
أبا الحكم! أما هذه فلم يأت إبانها
216
بعد.
نامعلوم صفحہ