71
وردوا على أنفسكم فضل أحلامكم، واستقبلوا أمركم بالحزم والجد، وكفوا هؤلاء السفهاء عما أمعنوا فيه من الفساد.
قال أبو سفيان صخر بن حرب: أما إني لا آمن أن أمضي بتجارتكم غدا إلى الشام أو إلى اليمن، وأن أعود إلى هذا البلد بعد أشهر فأرى أصحاب الأموال وقد شردوا وأزيلوا عن أماكنهم. يا معشر قريش إن التجارة خير، وإن فيها لربحا وسعة، ولكن التجارة ليست مربحة إذا لم يحم ظهرها، ويحكم! إنكم تصانعون العرب لتحموا طريق تجارتكم إلى الشام واليمن، فكيف إذا عجزتم عن حماية تجارتكم في مستقرها؟! أما إني لن أبرح الأرض بتجارتكم حتى أعلم أنكم ستحمون ظهري، وأني سأعود إلى مكة فأرى أهلي كما تركتهم آمنين وادعين لم يرزءوا
72
في أنفسهم ولا في أموالهم.
قال الوليد بن المغيرة متضاحكا: ويحكم! كأنما أطرت بما قلت لابن أخي طائرا كان في صدوركم!
73
ها أنتم هؤلاء قد أفسد الخوف عليكم أمركم، وأخرجكم الذعر عن أطواركم، فأكبرتم من أمر هذه العصبة صغيرا، وعظمتم من شأنها حقيرا، إنهم ما علمت لوادعون يتحدثون بأحاديثهم فيما بينهم، لم يبادوكم بشر، ولم يرزءوكم في مالكم قليلا ولا كثيرا.
قال أبو سفيان: فتريد أن ننظرهم
74
نامعلوم صفحہ