وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
وا محمداه إن شانئك هو الأبتر
ناشر
دار العفاني
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
پبلشر کا مقام
مصر
اصناف
بِأَبِي أَنتَ وأُمِّي يَا رَسُول الله
* السِّراجُ المنير والإِنسانُ النَّجْمِيُّ ﷺ -:
كما تَطلُعُ الشمسُ بأنوارها فتُفَجِّرُ يُنبوعَ الضوء -المُسَمَّى بالنهار-، يُولَدُ محمدٌ رسول الله ﷺ فيُوجَدُ في الإنسانية يُنبوعُ النور -وهو الإسلام-.
وليس النهارُ إلاَّ يَقَظةَ الحياةِ تُحقِّقُ أعمالَها، وليس ما جاء به محمدٌ رسولُ الله ﷺ إلاَّ يقظةَ النفس تُحقِّقُ أفضالها.
والشمسُ خَلقها اللهُ حاملةً طابعًا خاصًّا، في عَمَلها للمادة تُحَوِّل به وتُغيِّر، والنبيُّ محمدٌ ﷺ أرسله اللهُ حاملًا طابعًا في عَمَله تترقَّى فيه النفسُ وتسمو.
وليس النبي محمد ﷺ إنسانًا من العُظماء يُقرأ تاريخُه بالفِكر معه المنطق، ومع المنطق الشكُّ، ولكنه إنسانٌ نَجمِيَ يُقرأ بمثل "التلسكوب" في الدِّقَّة معه العِلم، ومع العلم الإيمان.
ومحمدٌ رسول الله ﷺ مِثلُ النَّجم سراجٌ منير، وإشراقٌ على الإنسانية يُقوِّمها في فَلَكها الأخلاقي، ويجذبُها إلى الكَمَال في نظامٍ هو بعينه صورة لقانونِ الجاذبية في الكواكب.
ونفسُ رسولِ الله ﷺ أبلغُ الأثفس قاطبةً، لا يمكنُ أن تَعرِفَ
الأرضُ أكملَ منها ولو اجتمعت فضائلُ الحكماء والمتألِّهين، وجُعلت في نِصابٍ واحدٍ، ما بَلغت أن يجيء منها مِثلُ نفسه ﷺ.
نفسٌ سامقةٌ عاليةٌ تُطِلُّ على الدنيا من عَلٍ لتصحيح الوضعِ المغلوطِ للبشرية، وكأنَّ الحقيقةَ الساميةَ في هذا النبي ﷺ تنادِي: أن قابِلوا على هذا
1 / 29