112

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

ناشر

دار العفاني

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

مصر

اصناف

اختار البقاءَ مع السيِّد على الرجْعة مع الوالد" (^١). ° لقد اعتلى رسولُ الله ﷺ الذِّروةَ الساميةَ في السماحة، بسماحةِ الكريم، وما أحدٌ أرحمَ ممَّن يرحمُ المفتَرين على سُمْعةِ أهلِه وهناءةِ بيتهِ وأمانِ سِربه. ولقد كان رسولُ الله ﷺ خيرَ الناس لأهله وزوجاتِه أمهاتِ المؤمنين ﵁. بأبي هو وأمِّي رسول الله ﷺ حين تتسعُ نواحي العظمة، وهو الذي يحملُ همَّ دعوةِ الثقلَيْن إلى الله ﷿ .. لا يَشغلُه شأنٌ عن شأنٍ حتى يسابِق زوجاته .. واللهِ، هذه فُتوة الرُّوح قبل فُتوةِ الأوصال. * الرسولُ ﷺ قُدوةٌ للرجل المهذَّب في كلِّ زمانٍ ومكان: لقد كان رسولُ الله ﷺ أسلمَ الناسِ طبْعًا، وأحسَنَ الناس ذوْقًا؛ وهُما الخصلتان اللَّتان كان ﷺ قدوةً فيهما لكلِّ رجل مهذَّبِ في كلِّ أمةٍ وفي كلِّ زمان؛ فلم يكن يهفُو في حقِّ أحدٍ، ولم يكن أحدٌ يشكو من مَحضَرِه بإنصاف .. وذلك هو مِلاكُ التهذيبِ الكامل في أصدقِ معانيه. وخلاصةُ سَمْتِه وآدابِه أنها سماحةٌ في الأنظار، وسَماحةٌ في القلوب؛ فالسماحة هي الكلمةُ الواحدةُ التي تجمعُ هذه الخصالَ من أطرافها، والسماحةُ هي الصفة التي ترقَّتْ في محمد ﷺ إلى ذِروةِ الكمال. بأبي وأمي رسول الله ﷺ!!. ليس للنوع البشريِّ أصلٌ من أصول الفضائل يَرمي إلى مقصِدٍ أسمَى

(^١) "عبقرية محمد" للعقاد (ص ٩٠ - ٩٤) بتصرُّف - دار الكتب الحديثة.

1 / 117