الحصان الذي نفق
لحظة سعادة
وبقي شيء
وبقي شيء
تأليف
ثروت أباظة
وبقي شيء
أخذ طريقه في الحياة وهو يعلم أن لا سبيل له غير اجتهاده. كيف استقر هذا المعنى في نفسه؟ إنه لا يدري. كان الشباب يتفجر في داخله وكان إخوانه يمزقون الحياة بشبابهم، ولم تكن نفسه عازفة عما يصنعون وإنما كان يتوق إلى ملاعبهم وتهفو إليها خواطره ورغباته، وكان يريد أن يكون خنجرا في صدر الليالي يعتصر رحيقها أحمر في لون الخمرة الحمراء أو في لون دماء العذراء، وكانت نفسه تحن إلى الليالي التي لا تعرف بداية أو نهاية؛ ولكنه كان يقمع كل ما تمور به رغباته وينصرف إلى الدرس والمذاكرة. شيء واحد ضعف أمامه ولم يستطع أن يرد نفسه عنه هو المسرح.
وقد جعل ذهابه إلى المسرح في كل يوم خميس هو جائزته عما بذله من جهد في أيام الأسبوع الستة الأخرى. وقد كان منتظما مع المسرح كما كان منتظما مع المذاكرة.
أخلف موعده مع المسرح في مرات قلائل ذهب فيها مع رفاقه، وتمتع بما يتمتعون به وبهرته حياتهم، ولكنه مع ذلك استطاع أن يمنع انبهاره أن يميل إلى طريق الرفاق.
نامعلوم صفحہ