عيون المسائل والجوابات
عيون المسائل والجوابات
اصناف
============================================================
مقالات البلخي للخير والنعيم المقيم والثواب، الذي لا شيء أعلى وأفضل منه، وليس على من أحسن من سبيل ولا... بل الذي يجب له الشكر والخنوغ(1) بالطاعة. ولو كان التعريض للخير والتقوية عليه والأمربه... فيصير إساءة وضررا المعصية المأمور وما يصير إليه من العقاب بفعله؛ لكان التعريض للشر والفساد والأمز بهما ينقلبان فيصيران إحسانا بفعل المخالفة المأمور بما أمر به من ذلك، وحسن اختياره لنفسه، ومصيره إلى ثواب عمله. وهذا قد قلنا فيه ما كفى فإن قالوا: فإن الله لم يكن يريد هذا الإحسان الذي أعقبه المكروه وأداه إلى الغفلة، ولو خير لم يختو ذلك لنفسه.
قلنا: لو كان هذا الإحسان أعقبه المكروه وأوقعه فيه أو أداء إليه لكان لعمري يجب أن لا يرده، بل الواجب أن لا يكون إحسانا في الحقيقة. فأما إذا لم يكن كذلك فليس تصير فيه إرادته ولا كراهيته؛ لأن المريض قد يكره الدواء وهو خيروله، والمذنب لو خير أيضا لم يختر العقاب على ذنبه بقدر استحقاقه، وقد يكون مع ذلك أصلح له في عاجله وآجله الصواب الذي لا يجوز غيرة.
والوجه الثاني: أنه قد يجوز أن الله يعلم أنه يخرج من صلب كل كافر الف مؤمن ومائة تقي، وإمام، وقائد إلى الخير، وداع إلى هذى وسائس للعباد، وحافظ للبلاد. ولو أنه ابتدأ خلقهم ولم يخرجهم من أصلاب آباء وبطون أمهات لم يصيروا إلى ذلك.
ووجه ثالث: وهو أنا علمنا أن التعبد والامتحان لا يكونان إلا ببقاء، وأن البقاء لا يكون مع حاجة بعض الخلق، ووجذنا أمورا لم تكن مع عدمها بقاء.
(1) في الأصل: والنخوع.
صفحہ 652