ثقافتی بنیادیں برائے قومیں: ہائیرارکی، عہد اور جمہوریت
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
اصناف
6 (2) روما ويهوذا
على الرغم من أن النموذج الجمهوري المدني مثل انفصالا جذريا عن النوع الهرمي السائد من الثقافة العامة، فإنه نادرا ما كان يخلو من عناصر الهرمية. ويؤكد تاريخ روما هذا الأمر على نحو مثير وبالغ الدهشة. بدأت روما كمدينة صغيرة في الحلف اللاتيني يحكمها ملوك متعاقبون، وسرعان ما بدأت تدور في الفلك الإتروسكاني وتبنت الكثير من سمات الثقافة الإتروسكانية. إلا أنه في عام 510 قبل الميلاد، طرد آخر ملوكها؛ ومن ثم حكم المدينة شيوخ وقناصل من طبقة الباتريكيان، في ظل منافسة مضطربة من جانب الأطربونات المدافعين عن طبقة العوام المسماة «بليبس». بالنسبة إلى المؤرخين المتأخرين أمثال سالوست وليفيوس وتاكيتوس، فإن تلك الفترة كانت تقريبا فترة أسطورية ضمت «الأبطال الجمهوريين» أمثال بروتس القنصل، وسنسيناتوس، وموسيوس إسكافولا، وكيوريوس دنتاتوس، الذين تتناقض فضائلهم وشجاعتهم وأمانتهم واقتصادهم وبساطتهم تناقضا صارخا مع بزخ وفساد أواخر عهد الجمهورية وأوائل عهد الإمبراطورية. وعلى مدار القرنين التاليين، حققت روما تفوقا عسكريا في وسط وجنوب إيطاليا، وقد أكد هذا الموقف مقاومتها الناجحة في أوائل القرن الثالث لغزو بيروس الإبيري وهزيمتها التالية للقرطاجيين في الحرب البونية الأولى (265-241 قبل الميلاد). وفي الوقت نفسه واجهت ثقافة ماجنا جراسيا الأكثر تعقيدا في الجنوب، وقد ساعدت تلك المواجهة في تكوين الإحساس بالهوية الجمعية وأسطورة السلف الطروادي لروما. وتبع ذلك الحروب الملحمية ضد حنبعل، وانتصار روما على قرطاجة عام 202 قبل الميلاد، وتوسعها باتجاه الشرق في القرن التالي لتصبح قوة بارزة في البحر المتوسط، قبل أن تسقط فريسة لطموحات الجنرالات المتنافسين وجيوشهم.
7
على مدار هذين القرنين، مزقت المدينة - على فترات منتظمة - صراعات بين طبقة الباتريكيان الحاكمة وطبقة البليبس التي تمثل العامة، وتوترات بين المبدأين المتنافسين المتمثلين في مبدأ الهرمية القائمة على المولد والثروة المكونة من الأراضي، ومبدأ المشاركة الشعبية والحرية المدنية في ظل القوانين العامة، وقد أدت تلك التوترات إلى ظهور انتفاضات شعبية خطيرة في عهد اثنين من الأطربونات، هما الأخوان جراكوس. ورغم ذلك، فقد كانت الأجيال في العصور اللاحقة تنظر بعين تحن إلى المبادئ المدنية والجمهورية، وقللت من أهمية الصراعات الفئوية والطبقية، ذلك الشعور الذي عززه التحول المضطرب نحو بداية الإمارة. وردا على ذلك إلى حد ما، كان أغسطس حريصا على الاحتفاظ بالمؤسسات والطقوس ورموز الثقافة العامة الجمهورية، في حين استأثر شعراؤه بشعار «الحرية» والوطنية الرومانية والإيطالية، على النقيض من «الترف» و«العبودية» في الشرق ممثلين في حكم أنطونيو وكليوباترا. رغم ذلك، ظهرت بالفعل في أعمال فيرجيل فكرة «مهمة» روما الإمبراطورية التي تمثلت في أن مصير روما هو الإطاحة بكل أبي والإبقاء على كل مذعن. وفي الوقت نفسه، التف نوع جديد من الهرمية الإمبراطورية المبادئ الجمهورية للمدينة، وسرعان ما محاها، واحتفظ في الوقت نفسه بأشكال من بقاياها. على الرغم من أن الإمبراطور كان ببساطة «أول النظراء»، فإن سيطرته وسيطرة أسرته داخل الدولة عكست سيادة روما على شعوب إمبراطوريتها. على الرغم من أنه في فترات الأزمات التي واجهت السلالات الحاكمة، كان الحرس البريتوري الإمبراطوري والجيوش المتنافسة يوزعون السلطة، فقد ظلت الإمبراطورية موحدة لفترات طويلة بثقافة عامة هرمية ترتكز على رموز وطقوس عبادة الإمبراطور وتأليهه.
8
اتبعت كيانات جمعية مختلفة كلا النموذجين الرومانيين، الجمهوري والإمبراطوري، في فترات مختلفة من التاريخ الأوروبي، ونظرا لمكانة روما الراسخة، فقد كان للنموذجين نتائج مهمة في تشكيل الأمم. بوجه عام، ساد النموذج الإمبراطوري خلال العصور الوسطى، بينما شهد عصر النهضة إحياء مميزا للشكل الجمهوري المدني من الثقافة العامة. إلا أن هذه مجرد مقاربة. في إيطاليا العصور الوسطى، وكذلك في المجتمعات الأوروبية الشمالية منذ القرن الثاني عشر، كان يوجد استحضار واع للمبادئ الجمهورية والمؤسسات المدنية، بما فيها منصب القنصل، في إطار نظام إقطاعي هرمي صرف وداخل حدود عالم مسيحي تسيره سلالات حاكمة. من ناحية أخرى، خلال بداية فترة الحداثة عندما شهدت المدن وسكانها زيادة هائلة في الثروة والقوة ظهر أن مبدأ الحكم المطلق يجسد نوعا من الهرمية أكثر حماسة إلى حد بعيد، دعمته فكرة الحق الإلهي للملوك. وأسهم كلا النوعين من الثقافة العامة في تشكيل الأشكال المختلفة من المجتمع القومي في فترات مختلفة.
9
لم تكن روما المصدر الوحيد للثقافات العامة الذي ساعد في تشكيل المجتمعات القومية، ولا المصدر الوحيد الذي خلف تراثا مزدوجا؛ فقد نشأت بضعة مثل من تراث الكتاب المقدس. بعد سقوط مملكة يهوذا، أعادت إصلاحات ما بعد النفي البابلي التي قام بها عزرا ونحميا ترسيخ النوع السائد من الثقافة العامة لإسرائيل القديمة القائم على العهد الموسوي، وظل قائما على مدار القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد من خلال رجال الكنيس العظيم والفريسيين. عام 167 قبل الميلاد عندما وضع اليهود متبعو الثقافة الهلينستية ومراسيم أنطيوخس أبيفانيوس العهد والهيكل في خطر داهم، لم يستعد حزب المكابيين عبادة الهيكل فحسب، بل حافظوا على قوانين العهد وضمنوا قدرا من الاستقلال لدولتهم اليهودية تحت حكم الملوك الحشمونيين. في هذه الفترة، كان اليهود متحدين في العموم حول نظام عقائدي يرتكز على الرب الواحد الحق، وتوراته، وهيكله. إلا أنهم احتفظوا أيضا بالتقليد المسيحاني المتمثل في ملوك سلالة داود كمخلصين ممسوحين للشعب، ولم يقبلوا بالملوك الحشمونيين إلا قبولا جزئيا؛ ومن هنا كانت جهود سمعان المكابي الساعية إلى الحصول على منصب كبير الكهنة من خلال الثناء الشعبي عام 140 قبل الميلاد.
10
شكل 4-2: المسيح والإمبراطور قسطنطين التاسع، والإمبراطورة زوي، لوحة زوي، فسيفساء، (1028-1034)، (1042-1055) بعد الميلاد (الجدار الشرقي، المعرض الجنوبي، آيا صوفيا، القسطنطينية).
نامعلوم صفحہ