ثقافتی بنیادیں برائے قومیں: ہائیرارکی، عہد اور جمہوریت
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
اصناف
إذا تأملنا النقوش والمنحوتات الملكية، فسنجد أن المزج نفسه بين التسامح والبنية الهرمية التراتبية واضحا؛ إذ إننا نعلم بفرمانات مختلفة انطوت على تعاطف ملكي مع الاستقلال الديني والثقافي للشعوب الخاضعة للفرس؛ فأخذ قورش الكبير بيد بعل بابل، وفرمانات قورش الكبير ودارا الأول بإعادة اليهود المنفيين إلى أورشليم، ما هي إلا الفرمانات الأكثر شهرة. من ناحية أخرى، يمكننا أن نفسر نقش دارا الأول في شوشان الذي يتحدث عن بناء قلعة شوشان بعمالة أجنبية بتفسيرين؛ فإما أنه تفاخر بالتناغم العرقي، وإما استباحة للاستغلال العرقي. إلا أننا حتى إذا ما تبعنا التفسير الذي يحظى بتفضيل أكبر، فسنجد أن أي اهتمام ملكي بشأن التنوع العرقي والاستقلالية الثقافية كانت توازنه المسافة السياسية والاجتماعية التي كان ملك الفرس العظيم وطبقته الأرستقراطية يبقونها بينهم وبين الشعوب الخاضعة لحكمهم، وقد عززت الطبيعة المغلقة للغة الفارسية القديمة وكتابتها وللدين الفارسي القديم المدون باللغة «الأفستية» هذه المسافة. ولم تسهم الصورة الرسمية للتناغم العرقي الهرمي في حماية الإمبراطورية من كثير من الثورات العرقية، كان أبرزها في مصر وإيونية.
10
في الممارسات اليومية، كان يوجد قدر كبير من التدفق العرقي والتعاملات المتكررة عبر الحدود، كما أوضح فريدريك بارت. إلا أن هذا ناهضه الثقل الأيديولوجي والعمل السياسي. وفي هذا الصدد، نجد أن الفروق العرقية متغلغلة في نسيج الأنظمة الهرمية للإمبراطوريات، والأجانب يعاملون عادة على أنهم مختلفون، وغير مفهومين، وأقل شأنا في الغالب. وعادة ما كان هذا النموذج ينسخ نفسه في فترات مختلفة وقارات مختلفة، وفي وقت لاحق أثبت أنه مصدر خصب لتكوين الممالك القومية. (3) الدولة المدينة والهوية العرقية
بالفعل في الألفية الثالثة قبل الميلاد، في السهول الرسوبية لسومر القديمة، كانت الدولة المدينة قد تطورت تماما كبؤرة للولاء الحصري. وفي عصر فجر السلالات، تنافس على السيادة عدد من الدول المدن مثل إريدو، وأور، وأوروك، ولاجاش، ونيبور، التي كانت كل منها تحت حماية واحد أو أكثر من آلهة السومريين، ومحكومة من قبل سيدها المحلي أو من قبل مجلس «إنسي»، ذلك المجلس الذي يضم كبار القوم وكهنة المعبد، لتقع في النهاية فريسة لطموحات سرجون الأكدي الذي أسس أول إمبراطورية في بلاد الرافدين حوالي عام 2350 قبل الميلاد. بعد سقوط الإمبراطورية الأكدية، حدث ازدهار قصير الأجل للثقافة السومرية في عهد سلالة أور الثالثة في نهاية الألفية الثالثة التي شهدت محاولة لإحياء «العصر الذهبي» في عصر فجر السلالات، قبل فترة جديدة من الغزو القبلي من قبل الجوتيين، واللولوبيين، والتدنوميين، والعيلاميين، وتبعه تنافس جديد بين الدول المدن وظهور بابل في نهاية المطاف. على مدار تلك الفترة، على الرغم من وجود مركز للطائفة السومرية في نيبور، وعلى الرغم من أن الدول المدن السومرية كونت شبكة من النشاط الثقافي والاقتصادي، فإننا في ريب من تحديد مدى إمكانية التحدث عن نوع واضح من العرقية السومرية، فضلا عن الوحدة العرقية. ربما كانت الثقافة هي الأمر المشترك الوحيد بين سكان تلك الدول المدن السومرية، وكانت متمثلة في اللغة السومرية وآدابها الثرية، وما تنطوي عليه من أساطير الأصول المشتركة، ومجموعة الآلهة السومرية التي عبدتها الدول المدن اللاحقة في بلاد الرافدين من أكاد إلى بابل، بل أضافت إليها.
11
وقعت تنافسات مشابهة بين الدول المدن «الكنعانية» الممثلة في سوريا ولبنان وفلسطين في العصرين البرونزي والحديدي. مرة أخرى، كانت السمات المشتركة لغوية وثقافية، وكانت أبرزها مجموعة الآلهة المشتركة، وطقوس التعبد في «الأماكن المرتفعة»، والمدن المحصنة الهائلة، بالإضافة إلى تطور اللهجة الكنعانية والكتابة الأبجدية الكنعانية. ورغم أننا نسمع عن «أرض كنعان»، ذلك الاسم الذي كان مألوفا عند المصريين في حكم الدولة الحديثة، والسوريين مثل الملك إدريمي، وكذلك في الكتاب المقدس، فإننا لا يمكننا أن نحدد الآن «ما إذا كان «كنعان» اسم إقليم أم اسما يشير إلى شعب في المقام الأول.»
12
الأمر المؤكد هو أن الدولة المدينة كانت مركز الولاء وحلبة النشاط السياسي والتجاري، لا سيما الدول المدن التالية: أوغاريت، وبيبلوس، وصور، وصيدا، وحاصور، ومجدو، وتل الجزر. ولم ينشأ أي مركز طائفي أو سياسي كنعاني، للسيطرة على الدول المدن المتحاربة في أغلب الوقت أو لتوحيدها، والأمر نفسه ينطبق على المدن الفينيقية، لقد كان الإغريق هم من أطلقوا اسم «فينيكس» على الكنعانيين الساحليين نسبة إلى الصبغة الأرجوانية المستخدمة هناك. ولم يعترف «الفينيقيون» أنفسهم أو العهد القديم بمصطلح «فينيقيا»؛ فالعهد القديم تحدث عن «الصيدونيين» وعن «ملك صور»، وما إلى ذلك.
13
إلا أن الدول المدن بلغت في الإمبراطورية الإغريقية أكثر أشكالها تطورا. حتى بين الأسلاف المسينيين، نجد أن ثمة بعضا من الدول المدن - مثل تيرنز وآرجوس وموكناي، التي كانت تحكم الريف المحيط - وضعت المعيار السياسي. وبطبيعة الحال، كما هو الوضع في كل مكان آخر، كانت صلات القرابة ضرورية في كل من الحياة اليومية والحكم السياسي، ولا سيما من أجل الخلافة النظامية على العرش الملكي. وكذلك كانت الحال في تتبع أنساب المجموعات الفرعية الإغريقية المختلفة التي ضمت الأيونيين والدوريين والأيوليين والبيوتيين. واستمر صدى هذه الانقسامات الثقافية والسلالية في العصر الكلاسيكي، بل استغلت حتى القرن الخامس كذرائع لسياسات الأثينيين «الأيونيين» والأسبرطيين «الدوريين» في الحرب البيلوبونيسية.
نامعلوم صفحہ