ثقافتی بنیادیں برائے قومیں: ہائیرارکی، عہد اور جمہوریت
الأسس الثقافية للأمم: الهرمية والعهد والجمهورية
اصناف
من المشاكل الرئيسية للتصور الحداثي فشله في إدراك أن مصطلح «الأمة» يستخدم بطريقتين مختلفتين تماما؛ فهو، من ناحية، يدل على فئة تحليلية تميز بين الأمة وغيرها من فئات الهوية الثقافية الجمعية الأخرى المشابهة، ومن ناحية أخرى، يستخدم باعتباره مصطلحا وصفيا يعدد سمات نوع تاريخي من المجتمع البشري. ويزيد من صعوبة هذه المشكلة حقيقة أن النوع التاريخي من المجتمع البشري الذي يدل عليه مصطلح «الأمة» إما ثقافي أو سياسي أو كلاهما، وهذا يعني أنه يصف نوعا من المجتمعات البشرية يعتقد أنه يملك هوية ثقافية جمعية أو هوية سياسية جمعية، أو كلتيهما.
9
بالطبع لا يوجد شيء غير صحيح في استخدام مصطلحات مثل «الأمة» لوصف سمات أنواع معينة من المجتمع التاريخي. بل تنشأ المشكلة عندما يقيد الوصف على نحو تعسفي نطاق الأمثلة التي يمكن إدراجها تحت النوع المثالي للأمة الذي يعتبر فئة تحليلية. وبطبيعة الحال، فإن تحديد إلى أي مدى تبلغ خطورة هذا العيب هو مسألة خاضعة للتقدير الشخصي. إلا أنني أعتقد أن معظم الحداثيين، من منطلق موقفهم النظري، قد بالغوا في التوجه نحو التقييد التعسفي وغير الضروري للمصطلح. فلو أنهم اكتفوا بوصف مجموعة فرعية من الفئة العامة للأمة، أي «الأمة الحديثة»، لما وجدت مشكلة. إلا أنهم يواصلون التأكيد على أن هذه المجموعة الفرعية تمثل الكل، وهنا يصبح المصطلح التاريخي الوصفي متداخلا مع فئة تحليلية عامة. وهذا لا يعني تبني منهج فلسفة الحكمة الخالدة الجديدة الذي قد يصعب علينا التمييز بين النوع القومي وغيره من أنواع الهوية الثقافية أو السياسية الجمعية الأخرى، أو تحديد أمثلة المجتمعات والهويات التي تندرج تحت وصف «قومي». وهذه هي بالضبط نوعيات الفروق التي قد يمكننا تمييزها من خلال محاولة إبقاء «الأمة» باعتبارها فئة تحليلية منفصلة عن استخدامها كمصطلح وصفي.
10
نظرا للتبعات المعقدة لمفهوم الأمة، فإن فصل الفئة التحليلية عن الوصف التاريخي للأمة ليس بالمهمة السهلة؛ فالاستخدام الوصفي للمصطلح سيكون ضروريا كي نعدد سمات الأنواع الفرعية المختلفة للأمة باعتبارها فئة عامة. إلا أننا قبل الشروع في هذا الوصف التاريخي نحتاج إلى فهم واضح للأمة باعتبارها فئة تحليلية عامة مختلفة عن الفئات الأخرى ذات الصلة.
ومن ثم، فالخطوة الأولى هي تحديد مفهوم الأمة في إطار نموذجي مثالي؛ ومن ثم إدراك الطبيعة الثابتة للفئة التحليلية بصفتها نموذجا مثاليا يتجاوز الحدود التاريخية. في هذا الصدد، يمثل مصطلح «أمة» فئة تحليلية تقوم على عمليات اجتماعية عامة «يمكن» من الناحية النظرية أن تتمثل في أي فترة من فترات التاريخ. من خلال التمييز بين الأمة باعتبارها فئة تحليلية وفئات الهوية الجمعية الأخرى، يمكن أن نتجنب وصف كل أنواع المجتمعات والهويات بأنها «أمم». وفي الوقت نفسه، يتيح هذا الإجراء فرصة لتخليص فئة الأمة هذه من القيود غير الضرورية، وتتيح إمكانية العثور على أمثلة للأمة قبل العصر الحديث وخارج نطاق الغرب، إذا أشارت الأدلة إلى ذلك؛ ومن ثم، فإن مفهوم الأمة، مثل مفهوم الجماعة الدينية والانتماء العرقي، يجب أن يعامل في المقام الأول كفئة تحليلية عامة، من الممكن تطبيقها من الناحية النظرية على كل القارات وكل الفترات التاريخية. من ناحية أخرى، فإن مضمون «الأمة»، كنوع تاريخي من المجتمعات البشرية، ممثل في سمات محددة لأنواعها الفرعية، سوف يختلف باختلاف السياق التاريخي. فمع كل حقبة يمكننا أن نتوقع اختلافات مهمة في سمات الأمم، لكنها سوف تتفق رغم ذلك مع النوع الأساسي للفئة. ونظرا لأن النموذج المثالي للأمة يمثل في الوقت نفسه فئة تحليلية قائمة على عمليات اجتماعية عامة، وأيضا نوعا تاريخيا من المجتمعات البشرية يتميز إما بهوية ثقافية جمعية أو هوية سياسية جمعية أو كلتيهما معا، فمن المحتم أن يكون هذا النموذج المثالي من الأمة معقدا وإشكاليا؛ ولهذا السبب يكون بناؤه مهمة صعبة محاطة بالشكوك، ويتضمن بالضرورة عنصرا اشتراطيا.
11
من هذا المنطلق، أقدم التعريف النموذجي المثالي التالي ل «الأمة»؛ إنها «مجتمع بشري له تسمية وتعريف ذاتي، يبني أفراده أساطير وذكريات ورموزا وقيما وتقاليد مشتركة، ويقطنون موطنا تاريخيا يتماهون معه، ويخلقون ثقافة عامة مميزة وينشرونها، ويلتزمون بأعراف وقوانين عامة مشتركة.» وعلى نحو مشابه، من الممكن أن نعرف «الهوية القومية» بأنها «إعادة إنتاج وإعادة تفسير مستمرتان لنمط القيم، والرموز، والذكريات، والأساطير، والتقاليد التي تكون التراث المميز للأمم، وتماهي الأفراد مع ذلك النمط وذلك التراث.»
12
ثمة ثلاثة افتراضات هي التي أدت إلى اختيار سمات النموذج المثالي؛ الافتراض الأول هو: محورية العمليات الاجتماعية والمصادر الرمزية في تكوين الأمم واستمراريتها، ومنحها شخصيتها المميزة والمرنة. الافتراض الثاني هو: أن كثيرا من سمات النموذج المثالي مشتق من رموز، وتقاليد، وأساطير عرقية، وعرقية دينية سابقة، وأن الذكريات المشتركة بين السكان لا بد أن تكون متشابهة أو مترابطة. وكلا الافتراضين معا يجيبان عن سؤال: «ما الأمة؟» أي ما الشخصية الفريدة للأمة التاريخية؟ أما الافتراض الثالث، فهو أن تلك العمليات الاجتماعية والمصادر الرمزية، رغم خضوعها للتغيير الدوري، فإن صداها يمكن أن يتردد بين الجماعة السكانية على مدار فترات طويلة من الزمن. وهذا يعني أن تحليلنا لتكون الأمم واستمرارها يتطلب، كما بين جون أرمسترونج جيدا، دراسة تدقيقية للعمليات الاجتماعية والرمزية عبر الحقب التاريخية المتعاقبة على «المدى الطويل».
نامعلوم صفحہ