اصول فی نحو
الأصول في النحو
ایڈیٹر
عبد الحسين الفتلي
ناشر
مؤسسة الرسالة
پبلشر کا مقام
لبنان - بيروت
أراد أن يحكي كما قال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ﴾ ١ كأنه قال والله أعلم: قالوا: ما نعبدهم٢، فعلى هذا عندي قراءة: ﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ﴾ أي: دعا ربه فقال: إني مغلوب. وتكسر أيضًا بعد إلا في قولك: ما قدم علينا أمير إلا إنَّهُ مكرم لي، لأنه ليس هنا شيءٌ يعمل في "إن" ولا يجوز أن تكون عليه.
قال سيبويه: ودخول اللام ههنا يدلك على أنه موضع ابتداء٣. قال الله تعالى/ ٢٩٨: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ﴾ ٤، فإن زال ما بعد إلا عن الابتداء وبنيته على شيء فتحت تقول: ما غضبت عليك إلا أنك فاسق، كأنك قلت: إلا لأنك فاسق، وأما قوله تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ﴾ ٥. فإنما حمله على "منعهم" أي: ما منعهم إلا أنهم كفروا، فموضع: أنهم كفروا، رفع، أي: ما منعهم إلا كفرُهم، فلما صار لها موضع فتحت.
و"حتى":
تبتدأ بعدها الأسماء وهي معلقة لا تعمل في "إن" وذلك قولك: قد قاله القوم حتى إن زيدًا يقوله: وانطلق الناس حتى إن عمرًا لمنطلق. وأحال٦ سيبويه أن تقع المفتوحة ههنا، وكذلك إذا قلت: مررت فإذا إنَّهُ
١ الزمر: ٣. وانظر الكتاب ١/ ٤٧١: كأنه قال والله أعلم: قالوا: ما نعبدهم، ويزعمون: أنها في قراءة ابن مسعود كذا. ومثل ذلك كثير في القرآن.
٢ انظر الكتاب ١/ ٤٧١.
٣ انظر الكتاب ١/ ٤٧٢. وشرح الرماني ٢/ ١٨٤.
٤ الفرقان: ٢٠. وفي الكتاب ١/ ٤٧٢، ودخول اللام ههنا يدلك على أنه موضع ابتداء.
٥ التوبة: ٥٤.
٦ قال سيبويه: ولو أردت أن تقول: حتى إن في هذا الموضع، أي: موضع الابتداء كنت محيلا، لأن أن وصلتها بمنزلة الانطلاق.
الكتاب ١/ ٤٧١، وشرح الرماني ٢/ ١٨٤.
1 / 264