235

اصول فی نحو

الأصول في النحو

ایڈیٹر

عبد الحسين الفتلي

ناشر

مؤسسة الرسالة

پبلشر کا مقام

لبنان - بيروت

تقول: قد عرفت أن لا يقوم زيد، وأن سيقوم زيد وأن قد قام زيد كأنه قال: عرفت أنه لا يقوم زيد وأنه سيقوم زيد وأنه قد قام زيد ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى﴾ ١، وقوله: ﴿أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا﴾ ٢.. وأما قولهم: أما أن جزاك الله خيرًا فإنهم إنما أجازوه لأنه دعاء ولا يصلون إلى "قد" هنا ولا إلى "السين" لو قلت: أما أن يغفر الله لك. لجاز لأنه دعاء ولا تصل هنا إلى السين ومع هذا كثر في كلامهم حتى حذفوا فيه: أنه وإنه لا يحذف في غير هذا الموضع. وسمعناهم يقولون٣: أما أن جزاك الله خيرًا شبهوه "بأنه" أضمروا فيها كما أضمروا في "أن" فلما جازت "أن" كانت هذه أجوز.
واعلم: أنك إذا عطفت اسمًا على/ ٢٩٦ أن وما عملت فيه من اسم وخبر فلك أن تنصبه على الإِشراك بينه وبين ما عملت فيه أن ولك أن ترفع، تحمله على الابتداء، يعني -موضع أن- فتقول: إن زيدًا منطلق وعمرًا وعمرو، لأن معنى: إن زيدًا منطلق، زيد منطلق، قال الله تعالى: ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ ٤. ولك أن تحمله على الاسم المضمر في "منطلق" وذلك ضعيف إلا أن تأتي "بهو" توكيدًا للمضمر فتقول: إن زيدًا منطلق هو وعمرو، وإن شئت حملت الكلام على الأول فقلت: إن زيدًا منطلق وعمرًا ظريف.
ولعل وكأن وليت: ثلاثتهن يجوز فيهن جميع ما جاز في إن إلا أنه لا

١ المزمل: ٢٠، واسمها ضمير الشأن والجملة خبرها.
٢ طه: ٨٩، قراءة نصب الفعل من الشواذ، ابن خالويه/ ٨٩ وقال أبو حيان: الرؤية من الأبصار، البحر المحيط ٦/ ٢٦٩.
٣ انظر: الكتاب ١/ ٤٨١.
٤ التوبة: ٣. وانظر الكتاب ١/ ٢٨٥.

1 / 240