### ||||| ملاحظة مهمة
إن إنصاف الله تعالى المظلوم لا يكون بأن يعطي الله تعالى الظالم من سيئات المظلوم، ولا بأن يأخذ المظلوم من حسنات الظالم؛ فالله تعالى لا يعاقب أحدا إلا بذنبه، ولا يثيب أحدا إلا بعمله؛ قال تعالى { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } (النجم: 39) { ولا تزر وازرة وزر أخرى } (الأنعام: 164) فلا يستفيد أحد إلا من عمله، أو من آثار عمله. أما الحديث الذي ورد بذلك المعنى؛ فهو على معنى أن أعماله قد ضاعت بما ظلم الناس، ويظهر له ذلك يوم القيامة حيث يرى أعماله الصالحة تحبط بما قد عمله من السيئات. فأخذ فلان وفلان من حسناته بمعنى أن ظلمه لهذا الفلان قد أدى إلى حبط وذهاب حسناته شيئا فشيئا حتى زالت، والله أعلم.
أخيرا فلا ننس أن كل ما سبق، وغير ذلك مما يسبب في اغتمام الإنسان، فيه مصلحة للعبد، وإن جهلنا ما هي هذه المصلحة؛ وأن عليه عوض. أما كوننا لا نعلم وجه المصلحة فهذا يعود إلى جهلنا، وجهلنا لا ينبغي أن يكون سببا لنفي حكمته تعالى. ذلك أن علمنا القطعي بحكمة الله تعالى، لا يقدح فيها الوهم بفعل غير حكيم.
ملاحظة:
قد يصيب الإنسان بلاء، فيقف منه موقف الحياد، لا ساخط على الله ولا راضي، فهذا يعوض. وأبرز مثال له هم الأطفال الذين يصابون بالأمراض، والبلاء، والظلم.
وقد يصيبه بلاء، فيرضى فهذا يثاب ويعوض. يثاب على رضاه؛ لأن رضاه من أفعاله. ويعوض على الألم الذي أصابه؛ لأن وقوع هذا الألم ليس من فعله.
وقد يصيبه بلاء، فيسخط ولا يرضى؛ فهذا يعاقب ولا يعوض. يعاقب على السخط، ويسقط استحقاقه للعوض بسبب معصيته.
صفحہ 102