اصول دین
أصول الدين لتبغورين
اصناف
ومن الإباضية من قال: استطاعة الكفر يمكن بها الإيمان وإن لم يستطعه ولم يفعله. وهذا عندنا محال: لا يمكن الكافر الإيمان ولا يستطيعه إلا على البدل ولا يمكنه باستطاعة الكفر أصلا. وكلهم قد ردوا (¬1) ما اجتمعنا عليه أولا من أصل الإيمان من قوله: { ليس كمثله شيء } من حيث [ لا يشعرون ] (¬2) إذ يقول إن الشيطان يقدر أن يضل من عصمه الله منه، ومن علم الله أنه غير مفتون وأنه من أهل جنته ورحمته من الأنبياء (¬3) والرسل وأهل صفوته. ومن أراد الله هداه وأراد [ الشيطان ] (¬4) ضلاله فما منع الشيطان أن يضله إذ قدر على ذلك ؟ فله إذا على الله المنة إذ لم يضل أولياءه ويحولهم عن إرادته ومشيئته. ويقدر الشيطان أن يحول وعد الله وعلمه في عباده إذ (¬5) كان من وعد له الجنة والرزق الحسن، والبقاء مدة كثيرة، يقدر الشيطان الكافر أن يزيله ويمنعه من ذلك كله.
¬__________
(¬1) 36) ب: رد كل.
(¬2) 37) + من ب، ج،م.
(¬3) 38) ج: تزيد (والأصغياء).
(¬4) 39) - من ب.
(¬5) 40) ب: إذا.
صفحہ 136