وذلك أن معناهم لا منزلة بين المنزلتين: أي بين الإيمان والكفر، وهما ضدان كالأضداد كلها شبه الحركة والسكون والحياة والموت. وقد أجمعت (¬1) الأمة في أصلهم على أن من (¬2) ليس بمؤمن فهو كافر لقول الله تعالى: { خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } (¬3) وقوله: { إما شاكرا وإما كفورا } (¬4) وقوله عن سليمان عليه السلام: { ليبلوني (¬5) أأشكر أم أكفر } (¬6) وقال: { فمنهم شقي وسعيد } إلى آخر الآية (¬7) . وقال: { كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة } (¬8) يعني سعداء وأشقياء. وقال: { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه [فأما الذين اسودت وجوههم، أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها] خالدون } (¬9) وقال في موضع آخر: { وجوه يومئذ مسفرة، ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة، ترهقها قترة، أولئك هم الكفرة الفجرة } (¬10) ومثل هذا في القرآن كثير وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وفي لغة العرب أن (¬11) من ضيع شكر نعم (¬12) الله [فقد] (¬13) كفر نعمته وذلك موجود في أشعارهم، قال الشاعر:
¬__________
(¬1) في بقية النسخ: اجتمعت.
(¬2) - من ب.
(¬3) سورة التغابن: 02.
(¬4) سورة الإنسان: 03.
(¬5) - من ت.
(¬6) سورة النمل: 40.
(¬7) سورة هود: 105.
(¬8) سورة الأعراف: 30.
(¬9) سورة آل عمران:106 وما بين معقوفتين ساقط من بقية النسخ وجاء بدله:إلى قوله: خالدون.
(¬10) 10) سورة عبس: 38-42.
(¬11) 11) ب، ر: على أن.
(¬12) 12) م: نعمة.
(¬13) 13) + من ب، ر.
صفحہ 89