وفي قوله: { مثل نوره كمشكاة فيها مصباح } (¬1) فمثل هذا النور إلى المصباح ما يدل على صواب ما قلنا أنه الإيمان في قلب المؤمن. ومن كلام النبي عليه السلام: «احذروا فراسة المؤمن، فإنه بنور الله ينظر، وكاد أن يبصر الحق بقلبه وإن لم يخبر به، ويميز بين الحق والباطل بنور الله الذي أعطى له » (¬2) وقد سمى الله القرآن نورا في غير موضع من كتابه، كما سماه هدى ورحمة.وأما ما ذكر من اليد والقبضة (¬3) فهو [على] (¬4) الغلبة (¬5) والقدرة. وقال الله في داوود عليه السلام والأنبياء عليهم السلام: { واذكر عبدنا داوود ذا الأيد } (¬6) و { أولي الأيدي والأبصار } (¬7) /[9] أي أولي القوة في الدين، والبصيرة فيه. ولا يمدحهم على الجوارح لأن كل بني آدم لهم الجوارح. ويقولون: هذا الأمر في يدي وقبضتي، قال الله عز وجل: { فرهان مقبوضة } (¬8) وقال: { أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح } (¬9) واليد أيضا يطلق على المنة والنعمة، وقال: { يد الله فوق أيديهم } (¬10)
¬__________
(¬1) 75) سورة النور: 35.
(¬2) 76) لم أتمكن من معرفة هذا الحديث.
(¬3) 77) حول تفسير الإباضية لليد والقبضة واليمين انظر: الجامع الصحيح (مسند الإمام الربيع بن حبيب) (السابق)، ص233 و 234 و 235.
(¬4) 78) + من ج، ح، ر، م.
(¬5) 79) ر: القهر. وفي ج، ح، م،: القهر.
(¬6) 80) سورة ص: 17.
(¬7) 81) سورة ص: 45.
(¬8) 82) سورة البقرة: 283.
(¬9) 83) سورة البقرة: 237.
(¬10) 84) سورة الفتح: 10..يرد المؤلف على الذين غلطوا في تفسير المتاشبه وتأولوه فأخطأوا من حيث لا يشعرون وذلك أن المشبهة تأولوا هذه الآية وغيرها من الآيات مثل قوله تعالى: { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه } (الزمر: 67) وقوله: { تجري بأعيننا } (القمر: 14) في مثل هذا من متشابه القرآن فحملوه على معنى التشبيه بغلطهم في معاني اللغة وما يجوز على الله عز وجل وما لا يجوز... انظر عن هذا: كتاب شرح الرد على الجهالات (السابق)، ص328 وما بعدها.
صفحہ 62