ومن أنكر شيئا من صفات الله أنكر الله ، ومن أنكر الله فهو مشرك . وقال بعض أهل الخطأ والجهل : لا نشرك من أنكر شيئا سوى الله ما أقر أن الله واحد ، وهذا هو الخطأ .. وكتاب الله يكذب قائل هذا في غير موضع ، منها ما ذكر الله من محاورة الأخوين في سورة الكهف حيث قال أحدهما : { وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي ... } فأقر أنه ربه ، وإنما شك في البعث ؛ وقال له المؤمن : { أكفرت بالذي خلقك من تراب ... } فجعل شك في البعث كفرا بالذي خلقه ، ولم يجحد أنه ربه ؛ ثم قال المؤمن له : { لكنا هو الله ربي ... } أصله : (( لكن أنا هو الله ربي )) وأدغم النون الثانية ، وزاح الألف فوقع التشديد في النون لأنه التقى النونان ، ثم قال : { ولا أشرك بربي أحدا } فدل بهذا أنه إنما هرب من الشرك ، لأن صاحبه واقعه واستحقه . ثم (1) قصتها محاورة بينهما إلى قوله : { فأصبح يقلب كفيه } ندامة { على ما أنفق فيها } حيث صارت { صعيدا زلقا، } وهو تراب يابس يزلق { وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحدا } (2) . وأقر أن شكه (3) في البعث شرك بربه .
فمن أنكر شيئا مما تفرد الله به بصنعته (4) أشرك بالله ؛ ومن أنكر شيئا مما أضافه الله إلى بعض خلقه فأنفى الله من صنعه نافق ، لأنه متأول مخطئ .
[ ما يسع جهله أبدا ما لم يكذب ]
صفحہ 65