من ثم قيل إن كل واجب غير محدود هو أرقى من الواجب الحقيقي وأربى عليه كما يفضل الإحسان العدل.
على أن الفضيلة النفسية تشمل نوعي الواجبات كليهما ولا تفرق بين نوعي الإلزام القاضي بأدائها.
ويستعمل لفظ «حق» أحيانا مقابلا للفظة «الواجب» فكل ما علينا للغير هو واجبات، فإذا نحن أدينا هذه الواجبات؛ فإننا نؤدي لهم حقوقهم وعلى ذلك فواجباتنا حقوق للغير علينا، وحقوقنا واجبات على الغير لنا.
وقد تقسم الحقوق إلى ما يأتي: (1)
حقوق طبيعية: مثل حقوق الحياة والحرية، وأمثال ذلك. (2)
حقوق مكتسبة: مثل حقوق الملك والوراثة، وأمثال ذلك. (2) الفضيلة النفسية
الفضيلة النفسية هي الصفة الخلقية التي تجعل الإنسان أهلا لأداء واجبه على أتم ما يكون. وقد تطلق على الرجولة، وتشمل في معناها كل ما كان فاضلا في تركيب الإنسان البدني والأدبي، كالقوة والشجاعة والفضل والكمال، وهكذا.
أما الفضائل النفسية الآن فهي تلك الصفات والميول الخلقية التي يجعلها الاستمرار على صالح الأعمال مألوفة معتادة حتى تبدو مظاهرها في حسن السلوك؛ أي بالائتمار بالقانون الأدبي والانتهاء به ولزيادة الإيضاح نقول إن الرجل الفاضل هو من كان خلقه قد نما وارتقى بحيث يختار العمل على مقتضى القانون الأدبي؛ أي أن يعمل صالحا بطريق الاعتياد والألفة كأنما ليس له إلا هذا السبيل.
يقول «لوق» إن أمتن أساس للفضيلة هو أن ينكر الإنسان على نفسه رغائبها ويتخطى ميوله الذاتية ويتبع ما يوحي الضمير إليه بخيريته ولو مالت الشهوة إلى غير جانب الضمير.
فالفضائل إذن هي عادات اختيار صحيح، وهي قائمة على الإرادة.
نامعلوم صفحہ