19
وإن كان من بين هؤلاء بعض العقلاء، الذين كانوا يكتفون بقص غلفة ذكر الطفل وإلقامها نيران الإله.
20 (5) القربان الملكي
يقول «أنيس فريحة» إن بني إسرائيل كثيرا ما كانوا ينظرون إلى ملوكهم على أنهم المسئولون عن الجفاف أو القحط أو النوازل والمصائب؛ لذلك توجهت أضحياتهم في وقت من الأوقات نحو التضحية بالملوك ...
21
ولو راجعنا الكتاب المقدس سنجد «داود» الملك النبي يقوم بذبح أولاد سلفه «الملك شاءول» السبعة على الصلبان للإله «يهوه»، فيستجيب الإله «يهوه»، ويكتفي بالذبائح السبع، ويرفع القحط، وينزل الغيث.
22
ولو عدنا إلى بدايات البدائيين نجدهم يمارسون السحر ابتهالا لقوى الطبيعة من أجل تأمين القوت، فتعمد القبيلة إلى قتل ملكها أو شيخها باعتباره أبا للجميع، وعلى رأسه يجب أن تقع كل الأخطاء والأوزار، فيتيسر معاشها وتزيد غلاتها، وتخصب أرضها.
23
ويلقي «روبرتسون» مزيدا من الضوء على المسألة، فيقول: إنه كانت لدى كثير من الشعوب القديمة عادة دينية سنوية، تقام زمن الاعتدال الربيعي، ابتغاء وفرة المحصول، يقدم فيها للآلهة قربان هو رمز لإله الإنبات، فكانوا يضحون أول الأمر بصلب الملك، وبعد موته يأكلون بضعا من لحمه، وينثرون قليلا من دمه، لتكسبهم بعض قدسيته، ثم ينشرون البقية في الأرض المهيأة للزرع. ومع مرور الزمن استعاضوا عن الملك بالاقتراع على المضحى به، ثم استبدلوا بالقرعة مجرما محكوما عليه بالموت. وآخر الأمر استبدلوا بكل هذا حيوانا، وحبذا لو كان خروفا أو تيسا، وعند تعسر الأحوال - غالبا ما - كانوا يكتفون بفطيرة في صورة إنسان، أو بفطيرة مرسوم عليها إنسان، أو صليب رمزا للإنسان المفترض أن يضحى به صلبا، وتحول ذلك تدريجيا إلى نوع من العشاء الرباني يؤكل فيه الخبز رمزا للجسد، وتعاقر فيه الخمر رمزا للدم.
نامعلوم صفحہ