صلى الله عليه وسلم
بأنه ابن الذبيحين: عبد الله أبيه، وإسماعيل الجد البعيد ، ولنلاحظ أيضا تأكيد القرآن الكريم لقصة الذبح والتقرب للإله بالدماء البشرية في قصة إبراهيم النبي وابنه إسماعيل عليهما السلام، إضافة لتأكيده أيضا قصة هابيل وقابيل التي وردت من قبل في الكتاب المقدس).
وبين مقدسات الجاهليين في الجاهلية حجر أسموه مقام إبراهيم، وكانت قريش - حامية الكعبة في مكة - وبعض من تبعها، يرجعون شعائرهم ومناسكهم في الحج إلى «إبراهيم»، وفي هذا يقول «جواد علي»: «ويلحق بالحج تقديم العتائر - وهي التضحية في الإسلام - وكانت تذبح عند الأنصاب، فتوزع على الحاضرين ليأكلوها جماعة، أو تعطى للأفراد، وقد تترك لكواسر الجو وضواري البر، فلا يصد عنها إنسان ولا سبع.»
6
كما كانت مثل هذه العتائر تنحر أيضا عند عديد من الكعبات الجاهلية، فكان يوم 25 كانون أول، عيدا سنويا للتضحية في كعبة ذي الشرى، كما كان يتم النحر في بيت «اللات» بالطائف، وعلى عرفات في بيت «العزى» ... إلخ، ومع أن القرابين أو الأضاحي في هذه البيوت كانت حيوانية مرتكزة على الخراف، إلا أن معبد «ذي غابة» بوجه خاص عرف في الوقت نفسه الضحايا البشرية، بل ويرجح أكثر من باحث أن يكون الوأد هو نوع من القرابين، وخاصة أنه لم يكن مقصورا على البنات - كما هو شائع - وإنما شمل الذكور أيضا.
7
وعندما جاء الإسلام شرع التضحية الحيوانية، وحرم الوأد، فألغى من عالمه القرابين البشرية واستعاض عنها بالختان تأسيا بالجد إبراهيم وامتثالا لسنته. (4) القربان البشري «... وكل شيء تقريبا يتطهر - حسب الناموس - بالدم، وبدون سفك دم، لا تحصل مغفرة.»
8
هذا ما يقوله الكتاب المقدس مؤكدا ضرورة التضحية بالدم، سواء أكان دم حيوان فداء للإنسان كما فعل «إبراهيم» النبي، أم تيسا كما شرع «موسى». «ويضع هارون يديه على رأس التيس ... ليحمل التيس عنه كل الذنوب.»
9
نامعلوم صفحہ