انس مسجون
أنس المسجون وراحة المحزون
ایڈیٹر
محمد أديب الجادر
ناشر
دار صادر
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٩٩٧ م
پبلشر کا مقام
بيروت
علاقے
•شام
سلطنتیں
ایوبی سلطنت
ليس أنّا يريبنا فيك عيب ... علم الله غير أنّك فان (١)
فدمعت عيناه، وخرج إلى النّاس، فلمّا عاد دعا (٢) بالجارية، فقال: ألا ما قلت لأمير المؤمنين؟ فقالت: ما رأيت أمير المؤمنين، ولا دخلت عليه.
فأكبر ذلك، ودعا بقيّة جواريه فصدّقنها في قولها. فراع ذلك سليمان، ولم يمكث بعدها قليلا حتى مات.
٦٢٨ - وقال هشام لأبي حازم: عظني. قال: آمرك بكلمتين ولك الجنّة. فكان متّكئا فاستوى جالسا، قال: احتمال ما تكره فيما يحبّ الله، واجتناب ما تحبّ فيما يكره الله.
٦٢٩ - وقيل: دخل أبو حازم الأعرج على سليمان بن عبد الملك، فقال له سليمان: ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنّكم عمّرتم دنياكم، وأخربتم آخرتكم، فأنتم تكرهون النّقلة من العمران إلى الخراب. قال: فأخبرني كيف القدوم؟ قال: أمّا المحسن فالغائب أتى أهله مسرورا، وأمّا المسيء فالعبد الآبق يأتي مولاه محزونا. قال: فأيّ الأعمال أفرض؟ قال: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم. قال: فأيّ القول أعدل؟ قال: كلمة حقّ عند من تخاف وترجو. قال: فأيّ النّاس أعقل؟. قال: من عمل بطاعة الله.
قال: فأيّ النّاس أجهل؟ قال من باع آخرته بدنيا غيره. قال عظني وأوجز.
قال: يا أمير المؤمنين، احذر (٣) ربّك أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث
(١) لهذا البيت روايات مختلفة. ففي مروج الذهب: يريبنا منك شيء. وفي الهفوات:
أنت خلو من العيوب ومما ... يكره الناس إلا أنّك فان
(٢) في مروج الذهب: فلما فرغ من خطبته وصلاته دعا بالجارية. والعبارة في الأصل: فلما عاد عاد بالجارية.
٦٢٨ - انظر الحلية ٣/ ٢٤١.
٦٢٩ - حلية الأولياء ٣/ ٢٣٤، وبعض الخبر في عيون الأخبار ٢/ ٣٧٠، والأجوبة المسكتة ٤٨.
(٣) كتبت كلمة (احذر) قريبا من الهامش، وفوقها كلمة (لعلها).
1 / 240