( أيا عجبا للناس لذت عيونهم
مطاعم غمض بعده الموت ينتصب ) قال فسقطت على وجهي وذهب عقلي فلما أفقت نظرت وإذا لم يبق متهجد إلا قام وقيل إنه دخل بيت المقدس في زمن بني إسرائيل خمسمائة عذراء لباسهن الصوف يتذاكرن ثواب الله تعال وعقابه فمتن جميعا من الخوف وروى البيهقي عن ابن شهاب إنه صبيحة قبل الحسين بن علي رضي الله عنه لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم وكذلك يوم قتل والده علي رضي الله عنهما وكان قتل الحسين رضي الله عنه بكر بلاء يوم عاشوراء سنة إحدى وستين من الهجرة ( ذكر جماعة من أعيان التابعين ) والعلماء والزهاد ممن دخلوا بيت المقدس بعد الفتح العمري وعمارة عبد الملك بن مروان فمنهم من دخله زائرا ومنهم من دخله مستوطنا وذلك قبل استيلاء الإفرنج عليه فمنهم جماعة لم أطلع على تاريخ وفاتهم وهم أويس بن عامر القرني من بني قرن صح عن رسول الله صل الله عليه وسلم إنه أمر عمر أن يسأله أن يستغفر له قيل إنه اجتمع بعمر رضي الله عنه ببيت المقدس وقيل إنما لقيه في الموسم فقال لعمر قد حججت واعتمرت وصليت في مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم ووددت لو إني صليت في المسجد الأقصى فجهزه عمر وأحسن جهازه وأتى المسجد الأقصى فصلى فيه ثم أتي الكوفة وخرج غازيا راجلا إلى بغداد فأصابه البطن والتجأ إلى أهل خيمة فمات عندهم ومعه جراب وقضيب فقالوا لرجلين منهم اذهبا فاحفرا له قبرا قالوا فنظرنا في جرابه فإذا فيه ثوبان ليسا من ثياب أهل الدنيا وجاء الرجلان فقالا أصبنا قبرا محفورا في صخرة كأنما رفعت عنه الأيدي الساعة فكفنوه ثم دفنوه ثم التفتوا فلم يروا شيئا ويقال قتل بصفتين سنة سبع وثلاثين من الهجرة الشريف , ويقال مات بدمشق ودفن بها والله أعلم وعبيد عامل عمر رضي الله عنه على بيت المقدس لما وقع الطاعون في بيت المقدس كان عمر استعمله عليه فجعلت الجنائز تغتسل وهو يصلي عليها وجعل لا يحمل الجنائز إلا الشباب وعمير بن سعد من عمال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على حمص ويعلى بن شداد بن ثابت من الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام حضر فتح بيت المقدس وكان ثقة روى عنه جماعة وأبو نعيم المؤذن أول ممن أذن ببيت المقدس فكان عبادة بن الصامت واليا على ايليا فأبطأ بصلا الصبح فأقام أبو نعيم الصلاة فصلى فحضر عبادة وهو يصلي فصلى بصلاته أبو الزبير المؤذن الدارقطني مؤذن بيت المقدس قال جاءنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إذا أذنت فترسل وإذا أقمت فاحدر أبو سلام الجيشي وأسمه محضور ويقال الباهلي الدمشقي كان يقدم بيت المقدس ويقرأ على عباد بن الصامت ويروى عنه أبو جعفر الجرشي روي عنه قال دخلت مع عباد بن الصامت مسجد بيت المقدس فرأى رجلا يصلي واضعا نعله عن يمينه - أو عن شماله - فقال له لولا إنك تناجي ربك لعلوت رأسك بهذه العصا تفعل كفعل أهل الكتاب وخالد بن معدان الكلاعي العبد الصالح الفقيه الكبير كان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيح أتى بيت المقدس ونزل من عل ستة أميال ولم يصل فيه غير خمس صلوات أم الدرداء هجيمة ويقال جهيمة خطبها معاوية بن أبي سفيان فأبت وقالت سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول المرأة لآخر أزواجها فإن أردت أن تكوني زوجتي في الجن فلا تتخذي من بعدي زوجا وكانت تأتي من دمشق إلى بيت المقدس فإذا مرت عل الجبال قالت لقائدها أسمع الجبال ما وعدها ربها فيقرأ ( ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا تر فيها عوجا ولا امتا ويوم تسير الجبال وتر الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) وكانت تجالس المساكين ببيت المقدس وتقيم به نصف سنة وبدمشق نصف سنة وأبو العوام مؤذن بيت المقدس رو عن عبد الله بن عمرو بن العاص إن السور المذكور في القرآن هو سور بيت المقدس الشرقي وقبيض بن دويب عبد الله بن محيريز وهاني بن كلثوم كل هؤلاء كانوا عبادا زهادا فقبيصة كان عالما ربانيا مات سنة ثمان وستين من الهجرة وابن محيريز قرشي جمحي مكي نزل بيت المقدس قال رجاء بن حياة إن فخر علينا أهل المدينة بعابدهم ابن عمر فأنا نفتخر بعابدنا ابن محيريز إنما كنت أعد بقاءه أمانا لأهل الأرض مات قبل المائة وهاني عرضت عليه إمارة فلسطين فامتنع وكان الثلاث يقصرون الصلاة من الرمل إلى بيت المقدس ومحارب بن دثار وكان قاضيا وهو من العلماء الزهاد وحديثه مخرج في كتب الإسلام قال صبحنا القاسم بن عبد الرحمن إلى بيت المقدس فغلبنا عل ثلاث عل قيام الليل والبسط في النفقة والكف عن الناس وعبد الله بن فيروز الديلمي مقدسي ثق خرج له أبو داود والنسائي وابن ماجة وله أخ يقال له الضحاك بن فيروز ثقة أيضا وزياد بن أبي سودة مقدسي رو عن عبادة بن الصامت وأبي هريرة وهو من الثقات وأبو الحسن الزهري الأندلسي كان مقيما ببيت المقدس سمعه أبو عبد الله محمد الصورى في بقي بمسمع محمد بن العباس العيني قال سمعت الشبلي وقد سأله رجل فقال له يا أبا بكر ما تقول في رجل كان له حظ في قيام الليل فتركه ثم عاد وهو مجتهد أن يناله فلا يقدر ؟ قال فأنشأ يقول
صفحہ 288