( تشاغلتموا عنا بصحبة غيرنا
وأظهرتموا الهجران ما هكذا كن ) وروى عن جماعة وإبراهيم بن محمد بن يوسف العرياني نزلت ببيت المقدس ورو عن جماعة وروى عنه جماعة حديثه في كتاب ابن ماجة وأبو عتبة الخواص عباد الارسوفي قدم بيت المقدس وكان ثقة قال رأيت ببيت المقدس شيخا كأنه محترق بنار عليه مدرع سوداء وعمامة سوداء طويل الصمت كريه المنظر كثير الشعر شديد الحزن فقلت يرحمك الله لو غيرت لباسك هذا فقد علمت ما جاء في البياض فبكى وقال هذا أشبه بلباس المصاب وإنما نحن في الدنيا في حداد وكأنا قد دعينا ثم غشي عليه وعابد ببعض قرى بيت المقدس في زمن ثور بن يزيد قال محمد بن المعتصم سمعت أبي يقول سمعت منبه بن عثمان اللخمي يقول كان ثور بن يزيد قد سكن بيت المقدس وكان رجل متعبد في بعض قر بيت المقدس يجلس إلى ثور ابن يزيد وكان يغدو من قريته مع الفجر فيصلي الصلوات كلها في بيت المقدس وينصرف بعد العشاء الآخرة إلى قريته وقد سمع ثورا يحدث أن خالد بن معدان حدثه بحديث رفعه إلى النبي صل الله عليه وسلم قال من رأى شيئا يهوله أو يفزعه فليقل إن الله هو الذي ليس كمثله شيء وهو الواحد القهار ما قالها أحد إلا فرج الله عنه ولو كان بين يديه سور من حديد وانصرف ذلك الرجل ليلة من الليالي إلي الطريق فإذا بأسود بين يديه قد منعه من المسير فذكر حديث خالد فقاله ففرح الله عنه فمضى فلق حمار وحش فاتحا فاه يريد ليأكل يده فذكر حديث ثور فقاله فولى الحمار وهو يقول لا يرحم الله ثورا كما علمك وعبد الله بن عامر العامري قال سألت راهبا ببيت المقدس فقلت له يا راهب ما أول الدخول في العبادة ؟ قال الجوع قلت وما دليل ذلك ؟ قال لأن الجسد خلق من تراب والروح من ملكوت السماوات فإذا شبع الجسد ركن إلى الأرض وإذا لم يشبع اشتاق إلى ملكوت قلت ما سبب الجوع ؟ قال ملازمة الذكر والخضوع وأبو عبد الله بن خصيف خرج من شيراز إلى مكة ثم أتي بيت المقدس ثم دخل الشام رحمه الله وقاسم الزاهد قال رأيت راهبا عل باب بيت المقدس كالولهان لا يرقأ له دمع فهالني أمره فقلت يا أيها الراهب أوصني وصية أحفظها عنك فقال كن كرجل احتوشته السباع والهوام فهو خائف مذعور يخاف أن يسهو فتفترسه أو يلهو فتنهشه فليله ليل مخافة إذا أمن فيه المغترون ونهاره نهار حزن إذا فرح فيه البطالون ثم ول وتركني فقلت لو زدتني شيئا عسى الله أن ينفعني به فقال يا هذا أن الظمآن يكفيه من الماء أيسره ومحمد بن حاتم بن محمد بن عبد الكريم الطائي أبو الحسن الطوسي تفقه على إمام الحرمين وكان صدوقا خبيرا فقيها صوفيا دخل بيت المقدس وسمع به الحديث أبو محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري الفقيه المالكي سكن مصر ورو بها عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني وغيره قال ابن الوليد أنبأنا أبو محمد بن أبي زيد قال جماع أداب الخير وأزمته في أربعة أحاديث قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وقوله من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وقوله - للذي اختصر له في الوصية - لا تغضب قوله المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه توفي ابن الوليد ببيت المقدس ووفاة ابن أبي زيد في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة فيعلم من ذلك العصر الذي كان فيه ابن الوليد وجعفر بن محمد النيسابوري قدم بيت المقدس في سنة سبعين وثلاثمائة وقال سمعت الحسن بن الصباغ البراز يقول سمعت الوليد بن مسلم يقول سمعت بلال بن سعد يقول لا ينظر إلى صغر الخطيئة وأنظر من عصيت والله سبحانه وتعالى أعلم ومنهم جماعة أرخت وفاتهم وذكرتهم عل ترتيب الوفيات وهم كعب الأحبار ابن مانع الحميري أبو إسحاق كان يهوديا فأسلم في خلافة أبي بكر وقيل عمر قال له العباس ما منعك الإسلام إلي عهد عمر ؟ فقال إن أبي كتب لي كتابا من التوراة ودفعه إلي وقال أعمل بهذا وختم عل سائر كتبه وأخذ علي بحق الوالدين لا أفض الخاتم فلما رأيت الإسلام يظهر قالت لي نفسي لعل أباك غيب عنك علم كتبك فلو قرأته ففضت الكتاب فوجدت فيه صفة محمد صلى الله عليه وسلم وأمته فأسلمت الآن سكن الشام ورو عن جماعة من الصحابة كأبي هريرة وتقدم إنه دخل بيت المقدس واستشاره عمر في موضع القبلة وتوفي بحمص سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة في زمن خلافة عثمان رضي الله عنه وإبراهيم بن أبي عبلة العقيلي المقدسي رو عنه الإمامان مالك وابن المبارك توفي سنة اثنتين وخمسين من الهجرة وجبير بن نصير الحضرمي الحمصي في الطبقة الأولى من التابعين أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أتى بيت المقدس للصلاة ورو عن خالد بن الوليد وأبي الدرداء وعباد بن الصامت والنواس بن سمعان قال جبير خمس خصال قبيحة الحدة في السلطان والحرص في العلماء والشره في الشيوخ والشح في الأغنياء وقلة الحياء في ذوي الأحساب توفي جبير سنة خمس وسبعين من الهجرة الشريفة وعبد الرحمن بن غنم الأشعري كان مسلما في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يفد إليه لكنه لازم معاذ بن جبل منذ بعثه رسول الله صل الله عليه وسلم إلى اليمن حتى مات معاذ وسمع عمر بن الخطاب قال صاحب ( مثير الغرام ) أظنه قدم بيت المقدس فإنه هو الذي فقه عامة التابعين بالشام وتوفي سنة تسع وسبعين من الهجرة الشريفة وخالد كان بصخرة بيت المقدس فجاء عمر بن عبد العزيز أمير المؤمنين رضي الله عنه فأخذ بيده وقال يا خالد ما علينا ؟ قال عليكم من الله إذن سميع وعين بصيرة فإرتعد عمر خوفا من الله ونزع يده فقال خالد يوشك أن يكون هذا إماما عادلا ولزم خالد بيته في خر أمره وقال ما بقي من الناس إلا حاسد أو شامت وتوفي سنة تسعين من الهجرة الشريفة ومالك بن دينار من الأئمة الأعلام روى عن أنس وأخرج له أصحاب السنن أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة ومحمد بن واسع ثقة زاهد من أهل البصرة من الأزد روى عن أنس بن مالك وغيره أخرج له مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وجمعته الطريق ومالك بن دينار وعبد الواحد بن زيد وساروا إلى بيت المقدس وتوفي سنة تسع وعشرين ومائة أم الخير رابعة بنت اسماعيل العدوية البصرية مولاة آل عقيل الصالحة المشهورة كانت من أعيان عصرها وأخبارها في الصلاح والعبادة مشهورة وكانت تقول في مناجاتها إلهي أتحرق بالنار قلبا يحبك فهتف بها مرة هاتف ما كنا نفعل هذا فلا تظني بنا ظن السوء ومن وصاياها اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم و أورد لها الشيخ شهاب الدين السهروردي في كتاب عوارف المعارف
( إني جعلتك في الفؤاد محدثي
وأبحت جسمي من أراد جلوسي )
صفحہ 291