121

Unnamed Book

دروس للشيخ صالح بن حميد

اصناف

ظاهرة التغريب في السعودية السؤال هذه رسالة في داخلها ثلاثة أسئلة، تقول: بالرغم من التحذيرات الموجهة إلى المرأة من أن تقع فيما وقعت فيه أختها المسلمة في أكثر من بلد، إلا أننا نجد بل ونرى في نسائنا لا أقول: بوادر، ولكن خطوات جادة إلى ما لا يحمد عقباه من سفور وتبرج واختلاط، ومظاهر التغريب الآخر، والسؤال هو: أين الخلل هل هو قصور في الدعوات الإصلاحية؟ أم أن بناتنا يحتجن إلى جرعة أكبر من جرعة التغريب؟ وما هو السبيل لاستدراك ما يمكن استدراكه قبل أن تسوق المرأة المجتمع معها إلى الهاوية؟ الجواب لا شك أن هذا السؤال جوهري وجيد، والجواب عليه أن يخاطب من يسمع، فالمرأة والرجل سواء كان أباها أو أخاها أو له مسئولية عليها، والمرأة كذلك أيضًا سواء كانت أمًا أو زوجة أو بنتًا كبيرة مثلًا على أخواتها أو أختًا، الجواب يوجه إليهن، ولهذا في مثل هذا المقام لا يمكن أن تضع مسئولية على قنوات فضائية مثلًا، أو تضع مسئولية على مناهج أو نحو ذلك، لا شك أن كل هؤلاء مسئولون، لكن الجد والتأمل أو النظر في العلاج الحقيقي هو أنك تنظر أنت ماذا تفعل، ولا شك أن هناك خللًا، ولكن أنت ماذا فعلت في بيتك؟ وأنتِ ماذا فعلت في بيتك؟ وما هو القدر من المسئولية التي تحملته أو تحملتيه، صحيح أن غيرك عليه مسئولية، والإعلام عليهم مسئولية، والتربويون عليهم مسئولية، وأصحاب القرار عليهم مسئولية، وهؤلاء يخاطبون في مواقعهم، لكن هذا خطاب للحاضر، فقبل أن نطالب الآخرين بمسئولياتهم نقول: أنت ماذا فعلت؟ وأنتِ ماذا فعلتِ؟ حتى السؤال الذي كان قبل ما كان من القنوات الفضائية، القنوات الفضائية لا شك أن أصحابها سوف يجدون في أن يبثوا ما يريدون، لكن أنا لي موقف وأنت لك موقف، تأكد لو أن لي موقفًا صارمًا ولك موقف صارم لانتهت القضية، لكن ما دام أني أسمع وأتلقى إذًا هم سوف يبثون، لكن إذا توقفت أنا فسوف يتوقفون، وهذه قضية لا نتأملها، فإذا كنت فعلًا أحس أنها مشكلة على أولادي ومشكلة على نفسي إذًا فالمسئولية عليَّ أنا ماذا قمت، بدلًا من أن ألقي اللوم على الآخرين، وإن كان عليهم اللوم ولا شك، لكن ماذا فعلت، أما أن تكون القضية عملية إسقاط وتنصل من المسئولية ليقول: إن المسئول فلان، وإن المسئول الإعلام، فأنا ماذا فعلت؟ ماذا فعلت مع نفسي؟ ماذا فعلت مع أولادي؟ ماذا فعلت مع زوجتي وابني وابنتي؟ إذًا: الخطوة الصحيحة الجادة الأولى: مثل هذه الأسئلة حينما توجه لشيء موجود في المجتمع نرجع إلى أنفسنا فأنا لبنة في المجتمع، وأنا عندي نوع من القرار في بيتي ومسئوليتي، اتخذ قرارًا في بيتي وفي مسئوليتي، أحمي به نفسي، ولو أن كل واحد منا اتخذ مثل هذا فقطعًا سوف تغلق كل نوافذ الشر؛ لأنها مفتوحة علي، فإذا أقفلت النافذة انتهت القضية، وأنا لا أقول: هذا سهل؛ لكن هو مسئولية، ومن السهولة أن نلقي المسئوليات على الآخرين، ومن السهولة أن أعمل عملية إسقاط وأجعل المسئولية على الآخرين وأحمله، لكن أيضًا أنا علي مسئولية على نفسي، وعلى أولادي، وعلى أهل بيتي.

8 / 19