17

الرحلة إلى إفريقيا

الرحلة إلى إفريقيا

تحقیق کنندہ

خالد بن عثمان السبت

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

پبلشر کا مقام

دار ابن حزم (بيروت)

اصناف

وباطنًا، قال فيهم: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٧)﴾ [البقرة / ٦ - ٧] وهذه الطائفة -والعياذ بالله- إنَّما عميت من أنوار القرآن لأنَّها خفافيش البصائر، والخفاش لا يرى الشَّمس. خفافيش أعماها النهار بضوئه ... ووافقها قِطْع من الليل مظلم (١) مثل النهار يزيد أبصار الورى ... نورًا ويعمي أعين الخفاش (٢) كما بينا كما في قوله في سورة الرعد: ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٩)﴾ [الرعد / ١٩]. والطائفة الثَّالثة: وهي أخس الطوائف -هي طائفة آمنت به ظاهرًا، وكفرت به باطنًا فكانت من المذبذبين، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وهي طائفة المنافقين، وهي أخس الطوائف، ذكرها الله في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (٩) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (١٠)﴾ [البقرة / ٨ - ١٠].

(١) البيت لابن الرومي، وهو في ديوانه (١/ ١٥٧)، تحقيق حسين نصار، ولفظه هناك: خفافيش أعشاها نهار بضوئه ... ولاحمها قطع من الليل غيهب (٢) البيت في المغني لابن قدامة (١٣/ ٣٢٣)، حياة الحيوان للدميري (١/ ٢٩٦)، صبح الأعشى (٢/ ٨٨)، الأضواء (٢/ ٢٧٤).

1 / 19