Unforgettable Stances - From My Mother's Biography, May She Rest in Peace
مواقف لا تنسى - من سيرة والدتي رحمها الله
ناشر
مطبعة سفير
پبلشر کا مقام
الرياض
اصناف
يرون أن أحدًا منهم يبلغ منزلته في خدمة أمِّه وبرِّها، وكان يسرُّه أن يخدمها سرورًا كثيرًا، وآثر خدمتها، ولم يرغب أن يخدمها غيره، لا خادمة ولا غيرها، حتى ماتت في الشهر السادس من عام ١٤٠٦ هـ عن عمر يقارب ١٥٠ مائة وخمسين سنة كما يذكر أخوها جدي لأمي سعيد بن محمد بن جازعة الذي توفي عام ١٤١٩هـ، وهو ممن بايع الملك عبد العزيز ﵀ بعد عام ١٣١٩هـ، فقد ذكر: أنه أصغر من أخته مهرة، وقال: عمرها ١٥٠ سنة تقريبًا، وقال: «بايعت الملك عبد العزيز ﵀ وأنا قد تزوّجت ثم طلّقت، وقد بلغت من العمر خمسين سنة تقريبًا»، وقد مات ﵀ عن عمر يقارب مائة وعشرين سنة تقريبًا.
وبعد أن ماتت أمُّ الوالد علي ﵀، صار يتنقَّل بين الرياض وبين مزرعته المذكورة، وكان رجلًا صالحًا، من الذاكرين الله تعالى، ومن ذلك أنه كان يستيقظ آخر الليل، ويصلي، ويذكر الله إلى طلوع الفجر، وكان من ذكره قبل الفجر: أنه كان يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» مائة مرة كل يوم قبل الفجر، وقد قال له بعض أبنائه: «ألا تجعل هذا التهليل بعد طلوع الفجر؟»، فردَّ عليه قائلًا: يا ولدي أخاف أن أنشغل عنه، وكان يقول في هذا الوقت: «سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» مائة مرة، ويقول: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
وقد كان ﵀ أُمّيًّا لا يقرأ، ولا يكتب، ولكنه يحفظ من القرآن ما تصحُّ به صلاته، وبعض قصار السور، والحمد لله. ثم منَّ الله تعالى عليه بعد السبعين من عمره، فدرس في مدرسة مكافحة الأمية الليلية
1 / 13