لقد اشترط الفقهاء ﵏ الذين يقولون بأن الجمعة لا تدرك إلاَّ بركعة شرطين في هذه الركعة:

أحدهما: أن يدرك ركوعها؛ لأن الركعة لا تدرك إلاَّ بإدراك الركوع، ثم هناك شروط للركوع الذي يدرك به الركعة، وقد مر الكلام عليها في أول البحث عند الكلام على إدراك الركعة (١) .

الشرط الثاني: أن يدرك السجدتين أيضًا مع الإمام وقد جاء هذا الشرط مصرحًا به عند المالكية (٢) والشافعية

(٣)، وهو ظاهر كلام الخرقي من الحنابلة، وهو رواية عن الإمام أحمد (٤) .

ووجهه: أن من لم يدرك السجدتين أيضًا فهو لم يدرك ركعة كاملة فلا يكون مدركًا للجمعة (٥) .

والرواية الثانية عن أحمد ﵀ أنه لا يشترط أن يدرك السجدتين (٦) .

ووجهه: أنه قد أحرم بالصلاة مع الإمام في أول ركعة أشبه ما لو ركع

(١) انظر: ص ٣٠٩.

(٢) حاشية الدسوقي ١/٣٢٠.

(٣) الحاوي للماوردي ٢/٤٣٧، والمجموع ٤/٥٥٦.

(٤) مختصر الخرقي مع المغني ٣/١٨٣، والمغني ٣/١٨٥ وما بعدها.

(٥) المغني ٣/١٨٦.

(٦) المرجع السابق ٣/١٨٥.