91

ام القریٰ

أم القرى

ناشر

دار الرائد العربي

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤٠٢هـ - ١٩٨٢م

پبلشر کا مقام

لبنان/ بيروت

وَمِنْهُم جمَاعَة اتَّخذُوا دين الله لهوا وَلَعِبًا، فَجعلُوا مِنْهُ التغنى والرقص، ونقر الدفوف ودق الطبول، وَلبس الْأَخْضَر والأحمر، واللعب بالنَّار وَالسِّلَاح والعقارب، والحيات، يخدعون بذلك البسطاء ويسترهبون الحمقاء. وَمِنْهُم قوم يعتبرون البلادة سِلَاحا، والخمول خيرا، والخبل خشوعًا، والصرع وصُولا، والهذيان عرفانا، وَالْجُنُون مُنْتَهى الْمَرَاتِب السَّبع للكمال. وَمِنْهُم خلفاء كهنة الْعَرَب، يدعونَ علم الْغَيْب بالاستخراج من الجفر والرمل وَأَحْكَام النُّجُوم، أَو الروحاني الزايرجة، أَو الأبجدات، أَو بِالنّظرِ فِي المَاء أَو السَّمَاء والودع، أَو باستخدام الْجِنّ والمردة؛ إِلَى غير ذَلِك من صنائع التَّدْلِيس وَالْإِيهَام والخزعبلات، وَلَيْسَ الْعجب انتشار ذَلِك بَين الْعَامَّة الَّذين هم كالأنعام فِي كل الْأُمَم والأقوام، بل الْعجب دُخُول بعضه على كثير من الْخَواص وَقَلِيل من الْعلمَاء، كَأَنَّهُ من غريز الكمالات فِي دين الْإِسْلَام (مرحى) . أفهذه حالات السوَاد الْأَعْظَم من الْأمة، وَكلهَا أما شرك صراح، أَو مظنات إشراك، حكمهَا فِي الْحِكْمَة الدِّينِيَّة حكم الشّرك بِلَا إِشْكَال. وَمَا جر الْأمة إِلَى هَذِه الْحَالَات الْجَاهِلِيَّة، وبالتعبير

1 / 93