اقوام متحدہ: ایک مختصر تعارف
الأمم المتحدة: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
في الوقت ذاته تقريبا، أشرف 15 ألف جندي من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة - كجزء من «بعثة الأمم المتحدة المتقدمة في كمبوديا» (1991-1992) و«سلطة الأمم المتحدة الانتقالية في كمبوديا» (1992-1993) - على تنفيذ «التسوية السياسية الشاملة للنزاع في كمبوديا» (الموقعة في باريس في 23 أكتوبر 1991). كان هذا إنجازا مثيرا للإعجاب على نحو خاص، في ظل ما شهدته كمبوديا على مدار أكثر من عقدين من صراع أهلي متواصل وحملات إبادة جماعية على يد الخمير الحمر في أواخر السبعينيات أدت إلى مقتل أكثر من مليوني شخص. ومع أن سجل الأمم المتحدة لم يكن مثاليا، فإن العمليات في كمبوديا أوضحت الأثر المفيد الذي يمكن للمنظمات الدولية أن تملكه في تحويل المجتمعات التي مزقتها الحروب إلى مجتمعات مسالمة.
لكن لم يهم كثيرا تحقيق الأمم المتحدة لعمليات سلام معينة ناجحة في أوائل التسعينيات. فبحلول منتصف هذا العقد، صار جليا أن حماس ما بعد الحرب الباردة بشأن دور الأمم المتحدة كصانع سلام عالمي بدأ يخبو، وكان هذا راجعا بالأساس لثلاثة إخفاقات كبيرة.
اثنان من هذه الإخفاقات المأساوية حدثا في أفريقيا؛ فبين عامي 1992 و1995 فشلت اثنتان من عمليات السلام في الصومال (عمليات الأمم المتحدة في الصومال 1 و2 في خلق بيئة آمنة في البلد الذي مزقته الحرب الأهلية وتحكمه الجماعات المسلحة، وفي عام 1994 وقعت عمليات الإبادة الجماعية في رواندا، التي نتج عنها مقتل ما لا يقل عن 800 ألف من قبيلة التوتسي على يد مجموعتين متطرفتين من الهوتو بين أبريل ويوليو، بالرغم من وجود «بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى رواندا». وبعد مرور أكثر من عقد على مغادرة بعثتي الأمم المتحدة في الصومال وبعثة الأمم المتحدة في رواندا، تظل الدولتان مفتقرتين للاستقرار السياسي، ومثالين تقليديين على عيوب عمليات إنفاذ السلام في فترة ما بعد الحرب الباردة.
الحدث الآخر المساوي في المأساوية تمثل في إخفاق الأمم المتحدة - أو أي قوة دولية أخرى - في منع أعمال التطهير العرقي في يوغوسلافيا السابقة. وأكثر هذه الأعمال ترويعا كان مذبحة عام 1995 التي راح ضحيتها ثمانية آلاف من البوسنيين المسلمين في سربرنيتشا، وهي المنطقة التي أعلن مجلس الأمن أنها «ملاذ آمن». لكن لم ينجح قرار بالإجماع من مجلس الأمن أو وجود 400 من قوات حفظ السلام الهولندية في وقف أسوأ مذبحة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
أسهمت البوسنة - إلى جانب كل من الصومال ورواندا - في إضعاف موقف من علقوا آمالا كبيرة على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة. وبالمثل، بعد التفاوض حول اتفاقيات السلام (اتفاقيات دايتون) التي أنهت الحرب في يوغوسلافيا السابقة في أكتوبر عام 1995، لم يجز مجلس الأمن إرسال قوة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على تنفيذها، وبدلا من ذلك فوض كل المهام العسكرية لقوة التنفيذ التابعة لحلف شمال الأطلسي.
هذه الإخفاقات العلنية الواضحة لم تمح تماما الإيمان بالدور الإيجابي لعمليات السلام التي تعززت من واقع النجاحات السابقة في كل من أمريكا الوسطى وأفريقيا وآسيا. ومع ذلك، فبحلول منتصف التسعينيات، بدت النجاحات في الانزواء مقارنة ببعض الإخفاقات الكبيرة والقاتلة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. تبع هذا عملية تقييم للوضع. (6) إعادة التقييم
كان التناقض واضحا بين عمليات حفظ السلام التي نفذتها بالأساس قوة متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة والعملية العسكرية الهائلة في حرب الخليج في 1990-1991 بزعامة الولايات المتحدة. فحجم العملية الأخيرة - التي سميت بعاصفة الصحراء - كان كبيرا لدرجة استحال معها تنفيذ العملية بواسطة الموارد المتواضعة المتاحة للأمم المتحدة. أيضا كان من المستحيل أن تسمح الولايات المتحدة - أو عدد من الدول الأخرى - بتسليم قيادة قواتها العسكرية لمنظمة دولية. قد تكون حرب الخليج تنفيذا ناجحا لأحد قرارات مجلس الأمن، لكن نظرا لأن إجبار القوات العراقية على الانسحاب من الكويت لم يكن ممكنا إلا باستخدام قوة عسكرية واسعة النطاق، كانت حرب الخليج أقرب إلى استعراض للقوة العسكرية الأمريكية بوصفها القوة العظمى الوحيدة أكثر من كونه إشارة إلى دور الأمم المتحدة الجديد النشط في حماية السلم والأمن الدوليين.
يمكن لمقارنة بين الموارد التي خصصت لإخراج العراق من الكويت وتلك التي خصصت لمهام حفظ السلام في السنوات الخمس الأولى من حقبة ما بعد الحرب الباردة أن توضح المقصود. بلغ عدد قوات التحالف في حرب الخليج، في ذروتها، 660 ألف جندي، وتراوحت التكاليف المادية بين 61 و71 مليار دولار (منها حوالي 53 مليار دولار من دول أخرى خلاف الولايات المتحدة، مع أن القوات الأمريكية مثلت أكثر من ثلاثة أرباع القوة المشتركة في القتال).
على النقيض من ذلك، في عام 1993؛ العام الذي بلغت فيه تكاليف عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة ذروتها، بلغت الميزانية الإجمالية المخصصة لهذه العمليات 3,6 مليارات دولار، وكان عدد الجنود ذوي الخوذات الزرقاء أقل من 80 ألف جندي (موزعين على ثلاث عشرة مهمة في ثلاث قارات مختلفة). وشهدت نهاية التسعينيات انخفاضا تدريجيا في العمليات وفي الاعتمادات المخصصة لها، إلى أن شهدت الألفية الجديدة ارتفاعا جديدا فيهما. كسر عدد قوات حفظ السلام حاجز المائة ألف في صيف عام 2008، فيما وصلت الميزانية إلى 5,4 مليارات دولار.
من العسير الحكم هل كانت عمليات حفظ السلام تحظى بالتمويل الكافي أم لا. لكن من الواضح أن الأمم المتحدة لا تنفق سوى حصة ضئيلة من الإنفاق الدفاعي الوطني لأغلب القوى العظمى (قرابة الواحد بالمائة من الإنفاق الفرنسي مثلا، وأقل من 0,1 بالمائة من الإنفاق الأمريكي). هذا التمويل المتواضع نسبيا قد يكون أحد الأسباب وراء عدم تحقيق عمليات حفظ السلام لأي نجاحات عظيمة في فترة التسعينيات. ومن قبيل المفارقة أن نمو تكاليف عمليات حفظ السلام يميل إلى اجتذاب المزيد والمزيد من الانتباه والنقد أكثر مما حدث مع حرب الخليج الأولى التي كلفت أكثر بكثير.
نامعلوم صفحہ