وأريخثيوس
Erectheus
وهم في هذا غير محقين؛ لأنه لا يوجد ما يدعو إلى افتراض وجود هذه الفروض ونسبتها إلى الساسة الأثينيين لشرح الدور الذي قام به الأبطال الإثينيون في الإلياذة؛ لأن علم الآثار أثبت لنا بطريقة قاطعة أنه كانت هناك أثينا وأتيكا أيام الحضارة الميسينية.
بيد أن هناك آخرين يقولون إن النص الأصلي كان باللهجة الأيونية ثم نقل إلى الأتيكية القديمة وذلك بعد عام 405ق.م. وهذا الرأي بعيد عن الصحة؛ لأن الإلياذة والأوديسة وصلتا إلى أثينا باللهجة الأيونية، ومن غير المعقول أن تستبعد هذه اللهجة الحسنة وتفضل عليها اللهجة الأتيكية.
إذن فلا يحتمل العقل هذه الفروض بل ما يصدقه هو أن بلاد اليونان في القرن الخامس والرابع (أي في العصر الكلاسيكي) كانت تقرأ هوميروس كما نقرؤه اليوم. ويكاد النص يكون هو النص الذي بين أيدينا. وطبيعي أن تكون الطبقات المختلفة في هوميروس متباينة فيما بينها؛ ومن ثم لا يجب أن نعنى بالإضافات والتغييرات إلا لمجرد حب التغير والإضافة، أو بقصد الكسب والمنفعة.
والواقع أن الإلياذة والأوديسة اللتين وصلتا إلى علماء فقه اللغة من السكندريين لا تختلفان عن الإلياذة والأوديسة اللتين بين أيدينا، صحيح أن بين هؤلاء العلماء من غير فيهما مثل زينودوت
Zenodote
الذي بلغت به الجرأة فحذف الكثير من الأشعار التي لا تتفق مع الإلياذة والأوديسة.
الواقع إذن أن جميع هذه الاعتبارات لا تحل هذه المشكلة حلا مقنعا؛ لأننا نتردد بين الفرض الأول القائل بوجود نواة أولية، والفرض الثاني القائل بوجود أغان بسيطة تسمى «ليدر»، ولا ندري أيهما نفضل على الآخر. وربما كان أفضل شيء هو أن نبدي رأينا الشخصي بهذا الصدد.
إن الإلياذة تتناسب مع الفرض الأول؛ إذ يمكن شرح الإلياذة بهذه النظرية؛ فالإلياذة لا تخلو من قطع كثيرة أضيفت إليها، ويمكن حذفها دون أن يؤدي هذا الحذف إلى أدنى تغيير في الهيكل الأساسي الذي تتركب منه؛ مثل تعداد السفن، أو القائمة التي أتت بتعداد السفن
نامعلوم صفحہ