إذن كان أجاممنون وأخيل ومينيلاوس آلهة تعبد في بلاد اليونان، ثم مر زمن طويل حتى أصبحوا بشرا جمعتهم الخرافات حول حصار طروادة. والذي يجب أن نتذكره أن أهمية طروادة القصصية لم تزد إلا في أوساط آسيا الصغرى حتى جاءت إليها سلالة أولئك الأبطال يقيمون بها.
أما النظرية العكسية فهي نظرية بول فوكار التي تقول إن هؤلاء الأبطال كانوا بشرا في أول الأمر ثم ارتفعوا بعد ذلك إلى درجة الآلهة؛ فإن أجاممنون وأخيل ومينيلاوس كانوا رجالا وربما كانوا من رجال الخرافات الذين ابتدعتهم الخرافات، وربما كانوا أيضا شخصيات تاريخية لها وجود تاريخي صحيح.
وهذا الاعتبار الأخير أميل إلى الصحة؛ لأن مكتشفات الحفائر في البلاد الشرقية تدعونا إلى أن نأخذ بالرأي القائل بأن هذه الشخصيات وجدت حقا وعاشت حقا، وكان لها ما كان من الأثر في حرب طروادة، وهم أبطال آخيون ما عدا البطل أوديسيوس الذي اسمه يوناني. كان هذا الاسم هو أوليكسيس
Olixces
أو
Ulixces
وقد وصل هذا الاسم إلى إيطاليا بهذه الصورة قبل أن يكون هناك أوديسة ثم أصبح أوديسيوس
Odysseus
ومعناه «الرجل الذي يتحمل غضب الآلهة» وهو مشتق من الفعل اليوناني
Odussomai . وكان ذلك جاريا في التقاليد بين شعوب البحر الأبيض المتوسط، ثم نقل بعد ذلك إلى القصائد الهومرية. ومن المحتمل جدا أن تكون هناك قصائد إيجية مينوية تابعة للحضارة الكريتية اعتمد عليها الشعراء من الآخيين، واقتبسوا منها الشيء الكثير، ولكننا لا نستطيع أن نعرف هذه القصائد الإيجية بأية حال فهي مجهولة لنا تماما؛ لأنه لم يبق منها آثار تدل عليها بالنسبة إلى أن اللهجات الآخية انعدمت، ولم يبق منها إلا بعض الكلمات البسيطة.
نامعلوم صفحہ