167

له؛ إذ كان يجلس إلى جانبه، وكان خير أحبائه. بعد ذلك أحضرت إحدى الإماء جرة بها ماء ليغسل يديه، جرة من الذهب، وأفرغت الماء في طست من الفضة، ثم أحضرت أمامه منضدة مصقولة. وعندئذ جاءت ربة البيت الحكيمة، ووضعت أمامه الخبز، ومعه كثير من طيبات الطعام، لا حصر لها، وجادت بسخاء من خزينها. وهكذا شرب أوديسيوس العظيم، البالغ التحمل، وأكل، ثم خاطب ألكينوس العتيد الخادم، قائلا: «امزج الطاس، يا بونتونوس

، وقدم الخمر لجميع من بالقاعة، حتى يمكننا أن نسكب السكائب أيضا لزوس، الذي يقذف بالصاعقة؛ لأن يهيمن دائما على المتوسلين الوقورين.»

قال هذا، ومزج بونتونوس الخمر العسلية المذاق، وسقى الجميع، ساكبا أولا بعض نقط في الكئوس للسكيبة. وبعد أن سكبوا السكائب، واحتسوا الخمر حتى الثمالة، نهض ألكينوس وسط الحشد، وتكلم مخاطبا إياهم قائلا: «أصغوا إلي، يا قادة ومستشاري الفياكيين، كي أتحدث إليكم بما يجول في قلبي وصدري. أما وقد انتهيتم الآن من وليمتكم، فليذهب كل منكم إلى بيته ليستريح، وعندما يطلع الصباح سندعو مزيدا من القادة إلى الاجتماع، كما ندعو الغريب في ساحاتنا، ونقدم ذبائح عظيمة للآلهة. وبعد ذلك نفكر في إرساله إلى وطنه، كي يستطيع بمعونتنا أن يصل إلى بلاده دون جهد ولا مشقة، ويبلغها بسرعة وغبطة، رغم أنه لا يأتينا من مكان قصي على الإطلاق، ولن يتكبد في نفس الوقت أي أذى أو ضرر، حتى يطأ أرض وطنه بقدميه، ولو أنه بعد ذلك سيعاني ما حاكه له القدر

Fate

والغزالات

Spinners

18

المفزعات بخيطهن عند مولده، يوم أن حملت فيه أمه. أما إذا كان هذا الغريب، واحدا من الخالدين الهابطين من السماء، فإنه شيء جديد كل الجدة، تحيكه لنا الآلهة؛ إذ كانت عادتهم فيما مضى أن يظهروا لنا في صورة واضحة، عندما كنا نقدم لهم ذبائح مجيدة من مائة ثور، فيولموا بيننا، ويجلسوا حيث نجلس. نعم، وحتى إذا التقى بهم أحدنا مصادفة، ما كانوا يختفون؛ لأننا مقربون جدا منهم، قرب الكوكلوبيس

Cyclopes ،

19

نامعلوم صفحہ