هكذا صلت أثينا، وكانت تحقق كل شيء بنفسها ، ثم قدمت الكأس الجميلة ذات المقبضين، إلى تيليماخوس، فقام ابن أوديسيوس العزيز هذا وصلى مثلها. وبعد أن انتهى الرجال من شواء اللحم الخارجي، وأخرجوه من السفود، قسموا الأنصبة، ثم أدبوا مأدبة فاخرة. وما إن فرغوا من تناول الطعام والشراب، حتى نهض الفارس، نسطور الجيريني
Nestor of Gerenia ،
2
وتكلم وسطهم أولا، فقال: «الآن ولا شك أنسب وقت يحق لنا فيه أن نسأل الغريبين عمن يكونان، طالما أنهما الآن قد نالا كفايتهما من الطعام، فمن أنتما إذن، أيهما الغريبان؟ ومن أين قدمتما عبر ذلك الخضم الواسع؟ أجئتما بمهمة معينة، أم أنكما تهيمان عبر البحر كيفما اتفق؟ أكقرصانين تتجولان مغامرين بحياتيكما، ومحدثين الأذى لأقوام البلاد الأخرى؟»
تيليماخوس يرد على أسئلة نسطور
عندئذ تشجع تيليماخوس العاقل، وأجاب على أسئلة نسطور؛ لأن أثينا نفثت الشجاعة في قلبه بنفسها، كي يسأل عن أبيه، الذي رحل، عسى أن يجد خبرا سارا لدى أولئك القوم، فقال: «أي نسطور، يا ابن نيليوس، يا مجد الآخيين العظيم، إنك تسألنا من أين قدمنا، ولا شك في أننا مخبروك. لقد جئنا من إيثاكا الواقعة خلف نايون
Neion ، ولكن الأمر الذي سأتكلم عنه، يعنيني دون سواي ولا علاقة للناس به. لقد أتيت أتتبع صيت أبي الواسع الانتشار، علني أسمع شيئا عن أوديسيوس العظيم الثابت القلب، الذي كما يقول القوم، قاتل إلى جانبك يوما ما، ونهب مدينة الطرواديين
Trojans ؛ لأننا نعلم أين مات كل رجل ممن حاربوا الطرواديين، ميتته التعيسة، كلهم، ما عدا أوديسيوس، الذي جعل ابن كرونوس ميتته وراء العلم؛ إذ ما من شخص يستطيع أن يحدد بالتأكيد أين مات، هل قهره الأعداء فوق اليابسة، أم في البحر وسط أمواج أمفيتريتي
Amphitrite ؟
3
نامعلوم صفحہ