عرب کے ادیب جاہلیت اور اسلام کے ابتدائی دور میں
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
اصناف
يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرء ليس بقتال
مغتديا إلى الصيد تتبعه الحاشية شأن الملوك، وتنضج الطهاة له «صفيف شواء أو قدير معجل» ساعيا لمجده المؤثل «وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي » لاحقا بقيصر ليسترجع ملك أبيه «نحاول ملكا أو نموت فنعذرا.»
ولو اقتصرت شخصية امرئ القيس على ظهور ذاتيته لأمسى شعره شيئا مألوفا في الشعراء. ولكنه كان إلى ذلك شخصي الأسلوب، متميز الطابع، فتح كنوز الشعر لمن جاء بعده، وهداهم إلى أغراضه وفنونه، فترسموه وساروا على طريقه، عصورا وأجيالا، يتنحلون أسلوبه، ويطبعون على غراره، ولا يدركون له شأوا.
وقلما قرأنا لشاعر قديم، أو محدث غارق في القديم، إلا رأينا صورة امرئ القيس ماثلة خلال سطوره، حتى الذين حاولوا التجديد في العباسيين - كأبي نواس - كانوا ألصق الناس به في ابتعادهم عنه.
فهذا الأسلوب الذي كتب له العمر الطويل، ولا ينفك يستأثر بطابع صاحبه، هو الذي حمل الرواة الأقدمين على أن يجعلوا له خصائص وأوليات لا يسعنا إلا ذكرها مع ما قدمنا من الاعتراض عليها في كلامنا على الشاعر والطلل. فمن التقليد المتعارف عند الرواة أن الشاعر الملك سبق إلى أشياء ابتدعها، فاستحسنتها العرب، واتبعته عليها الشعراء. فكان أول من وقف على الطلول، واستوقف، وبكى واستبكى، وأول من قيد الأوابد، وشبه النساء بالظباء والبيض، والخيل بالعقبان والعصي، وأجاد في التشبيه، وأرق النسيب، وفصل بينه وبين المعنى.
وكتب الأدب قديمها وحديثها تتفق على ترديد هذه الرواسم كلما تكلمت على شاعرية امرئ القيس وتقدمه في الشعراء. وبهذه الأوليات يميزون أسلوبه، وإن تكن لا تعطينا إلا صورة مصغرة عنه. ونحن إنما نفهم الأسلوب في معناه الشامل، أي ما تناول الموضوع والروح واللغة والفن. ولا نستطيع أن نستجلي شخصية الشاعر في أسلوبه إلا إذا أخذنا شعره من هذه النواحي وألممنا بميزاتها.
وقد علمنا أنه شخصي الموضوعات، تدور أغراضه على حوادثه وأخباره. فإذا تتبعناها ألفيناها تختصر في غزله وذكر مغامراته الحبية، وصيده وجواده، وطوافه على القبائل يمدح أنصاره، ويهجو أعداءه وخاذليه، وسفره إلى القسطنطينية يستنجد القيصر ليساعده على استرجاع ملك أبيه. وهذه الأغراض قائمة على ركنين من الفن: الوصف والقصص، تطفو عليهما ذكريات عميقة، فيها شعور قوي باللذة، وفيها شعور قوي بالألم، ويتجاذبها من الصوبين تعهر واستسلام إلى الشهوات والملاهي، ونفحة من عزة الملوك وترف الأمراء.
ويصف امرؤ القيس ويقص، وقلما قاده الوصف والقصص إلى التفصيلات والتحليلات النثرية، فيهبط من جوه الشعري؛ لأنه يتناول هذين الفنين، في الغالب، لمحا ووثبا، فيلقي نظرا شاملا على المرأة والجواد والطبيعة، ويخرج لها صورا متعددة الأشكال تحيط بالموصوف على أنواعه، ولكنها لا تقتصر على نقله نقلا آليا ساذجا بصورته ومثاله، بل تستوحيه أحيانا لتخلقه خلقا عبقريا جديدا فيه شيء من الحقيقة، وفيه أشياء من الخيال المبدع، كقوله في صفة الجواد:
مكر مفر مقبل مدبر معا
نامعلوم صفحہ