عرب کے ادیب جاہلیت اور اسلام کے ابتدائی دور میں
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
اصناف
وقد يستسلم للقضاء والقدر إذا لم يجد سبيلا إلى إدراك الثأر، أو إذا أدركه، أو إذا كان الميت قضى غير مقتول بمرض أو حادث طبيعي، فيعمد إلى تعزية نفسه بذكر مصائب الدهر، وفلسفة الحياة والموت، كما فعل لبيد في رثاء أخيه أربد وقد قتلته الصاعقة:
فلا جزع إن فرق الدهر بيننا
فكل امرئ يوما له الدهر فاجع!
وما المال والأهلون إلا ودائع
ولا بد يوما أن ترد الودائع
قال ابن رشيق في العمدة: «ومن عادة القدماء أن يضربوا الأمثال، في المراثي، بالملوك الأعزة، والأمم السالفة، والوعول الممتنعة في قلل الجبال، والأسود الخادرة في الغياض، وبحمر الوحش المتصرفة بين القفار، والنسور والعقبان والحيات؛ لبأسها وطول أعمارها، وذلك في أشعارهم كثير موجود، لا يكاد يخلو منه شعر.» ا.ه.
وإنما اتخذوا هذا الأسلوب ليستخلصوا حكمة ساذجة، وهي أن هؤلاء الملوك والأبطال والجبابرة من الشعوب الخالية لم يعف الموت عنهم، ومثلهم الحيوانات الضارية، أو الممتنعة في الجو والآكام والأودية، أو الطويلة الأعمار، ولو نجا حي من الموت لكان أولئك الناس وتلك الحيوانات أولى من غيرهم بالنجاة. فيجدون عزاء لأنفسهم بضرب هذه الأمثال، ما دام الموت لا مهرب منه لكل ذي حياة.
فمن ذلك رثاء أبي ذؤيب الهذلي لأولاده الخمسة، وقد ماتوا بالطاعون في سنة واحدة، وقيل كانوا ثمانية فمات سبعة منهم. فذكر أن الدهر لا يبقى على حدثانه أحد من الأحياء، مهما يكن عليه من القوة والبأس والصلابة والتمنع. فقص أولا خبر الحمار الوحشي إذ كان آمنا، فأدركه الصياد فرماه فأقصده، فخر منجدلا. ثم أتبعه خبر الثور الوحشي وكيف التجأ إلى شجرة الأرطى ليلا محتميا من المطر حتى الصباح، ففاجأته الكلاب فقاتلها وصرعها بقرنيه، فرماه صاحبها بسهم فأرداه. ثم أخبر عن مصرع بطلين تبارزا، ووصف سلاحهما وفرسيهما وعراكهما، فأخرج قطعة ملحمية جميلة، وأما كلامه على الثور والحمار والصيادين والكلاب فشائع متشابه في شعر الأقدمين.
فهذه التأسيات تجعلهم أحيانا لا يندفعون مع العاطفة الجازعة المتفجعة؛ بل يستسلمون إلى القدر الذي يؤمنون بسلطانه، ويخضعون لأحكامه القاسية، راضين على كره بما قسم لهم، كما هي الحال عند أبي ذؤيب وعند لبيد. قال أبو ذؤيب:
وإذا المنية أنشبت أظفارها
نامعلوم صفحہ