عرب کے ادیب جاہلیت اور اسلام کے ابتدائی دور میں

بطرس البستاني d. 1300 AH
165

عرب کے ادیب جاہلیت اور اسلام کے ابتدائی دور میں

أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام

اصناف

أو لا أوكل بالرعيل الأول

ولكن قيس بن زهير قد اعترف بفضل عنترة على الرغم منه، وإن سماه ابن السوداء تحقيرا له. فعنترة وحده حمى بني عبس ورد عنها كوكبة اللاحقين، فحق له أن يفتخر ويعرض بالذي عيره أمه وسواده، وإن كان معيره قيس بن زهير سيد بني عبس. فلطالما رأى قومه يحتمون به في الحرب ويقدمونه عليهم في مواقف الأخطار، فتشتفي نفسه المتألمة من تعييرهم:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها

قيل الفوارس ويك عنتر أقدم!

ولكنه لا يلبث أن يسمع التعيير بعد زوال الخطر، فتعود إلى نفسه آلامها، فيثور ساخطا عليهم منددا بهم؛ لأنهم يعرفونه في الحرب، وينكرونه في السلم، فهو مضطرب أبدا بين العبودية والفروسية، هو ابن شداد في المعارك، وابن زبيبة - ابن السوداء - في الأمن والدعة. (6-9) بين الحب والحرب

لم يكن عنترة ناعما في حبه فتظهر آثار هذه النعمة على شعره، بل كان شقيا تاعسا يطمع في عبلة، فيصده والدها ويحاول استرضاءه فلا يجد إلى ذلك سبيلا، فكان إذا تغزل تألم وشكا، وليس في غزله غير شكوى وآلام.

وقد أفاضت قصته في أخبار حبه لعلبة، وتذمم والدها أن يزفها إليه، ولكن الرواة لم يعيروها جانبا كبيرا من عنايتهم، وإنما جعلوا همهم في التحدث عن وقائعه وعبوديته وتحرره، وإذا ذكروا عبلة أتوا بها عرضا خلال هذه الروايات دون أن يشرحوا مأساته الغرامية التي تفصلها القصة أبلغ تفصيل مع أن شعره الصحيح لا يخلو من الإشارة إليها. فهذه المعلقة - وهي أثبت شعر له - تدلنا على أن والد عبلة كان يتنكر له، ويهرب بابنته إلى ديار الأعداء ليبعدها عنه. فيشكو الشاعر الفارس عداوة قومها له، ومشقة الوصول إليها، أو يبعث جاريته تتجسس له أخبارها، فتعود إليه تقول إنها رأت غفلة من الأعداء تسهل طريق اصطياد الفتاة:

فبعثت جاريتي وقلت لها اذهبي

وتجسسي أخبارها لي واعلمي

قالت رأيت من الأعادي غرة

نامعلوم صفحہ