عرب کے ادیب جاہلیت اور اسلام کے ابتدائی دور میں
أدباء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام
اصناف
وسواء صحت هذه الرواية أو لم تصح، فمنزلة لبيد في الشعر جليلة، فهو وإن يكن قصر في معلقته عن امرئ القيس في التشابيه والاستعارات ووصف الجواد والمطر، وعن طرفة في وصف أعضاء الناقة، وذكر حياته، وعن زهير في وصف الفراق والحرب، وفي سياسة القبيلة، فإنه فاقهم جميعا بوصف الديار الخالية، وبتشبيهاته القصصية في وصف سرعة الناقة. وهو يمتاز في رثائه المحلى بالمواعظ، وفي تلك الحكم البليغة التي تدل على إيمان بالله مكين ... (5) عمرو بن كلثوم (القرن السادس) (5-1) حياته
هو عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب التغلبي من أهل الجزيرة، وأمه ليلى بنت المهلهل أخي كليب وائل، وأبوه كلثوم من سادات تغلب. نشأ عمرو شديد العجب بنفسه، فخورا بمناقب أبيه وأخواله، فساد قومه صبيا في الخامسة عشرة من عمره. (5-2) الخلاف بين بكر وتغلب
عرفنا في كلامنا على المهلهل وحرب البسوس، أن الملك المنذر - والد عمرو بن هند - أصلح بين العشيرتين بعد عداء دام أربعين سنة، ولكنه خشي أن تعودا إلى القتال؛ فأخذ من كل حي منهما مائة غلام رهينة، حتى إذا اعتدت إحداهما على الأخرى أقاد
72
من الرهائن.
ولما تولى الملك عمرو بن هند حذا حذو أبيه في الارتهان من العشيرتين. وكان أن سير ذات يوم ركبا من تغلب وبكر إلى جبال طيئ في أمر من أموره، فنزلوا في أرض لبني شيبان أحلاف البكريين فقيل إنهم أجلوا التغلبيين عن الماء، ودفعوهم إلى مفازة فتاهوا وماتوا عطشا. وقيل بل هبت عليهم سموم في بعض مسيرهم فهلك التغلبيون وسلم البكريون. فلما بلغ ذلك بني تغلب غضبوا وطلبوا ديات أبنائهم من بني بكر، فأبت أداءها، فاحتكموا إلى عمرو بن هند فقال لهم: «ما كنت لأحكم بينكم حتى تأتوني بسبعين رجلا من أشراف بكر بن وائل فأجعلهم في وثاق عندي، فإن كان الحق لبني تغلب دفعتهم إليهم، وإن لم يكن لهم حق خليت سبيلهم.» ففعلوا وتواعدوا ليوم يعينه، يجتمعون فيه.
ولما كان يوم التقاضي انتدبت تغلب للدفاع عنها شاعرها وسيدها عمرو بن كلثوم، وانتدبت بكر للدفاع عنها أحد أشرافها النعمان بن هرم.
وكان عمرو بن هند يؤثر التغلبيين على البكريين، ويميل إلى إنصافهم، فجرى بينه وبين النعمان جدال غضب له الملك فطرد النعمان من حضرته، وأنشد عمرو بن كلثوم مطولته فافتخر على خصومه، مندفعا مع العاطفة في التبجح على ملك العراق منددا به مهددا إياه حتى أحفظه. ثم وقف الحارث بن حلزة البكري فرد عليه بمطولته واستمال الملك بدهائه، فحكم للبكريين. (5-3) قتله عمرو بن هند
كان بنو تغلب من أشد العرب في الجاهلية حتى قيل: «لو أبطأ الإسلام لأكلت بنو تغلب الناس.» وروي أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه: «أتعلمون أحدا من العرب تأنف أمه من خدمة أمي؟» قالوا: «لا نعلمها إلا ليلى أم عمرو بن كلثوم.» قال: «ولم ذلك؟» قالوا: «لأن أباها مهلهل ربيعة، وعمها كليب وائل، أعز العرب، وبعلها كلثوم بن عتاب فارس العرب، وابنها عمرو بن كلثوم سيد قومه.» فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، وسأله أن يزير أمه أمه، فأقبل عمرو من الجزيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى في ظعن من نساء تغلب، وأمر عمرو بن هند برواقه فضرب ما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا، ودخل عمرو بن كلثوم رواقه، ودخلت أمه ليلى قبة هند أم الملك عمرو، وعمة امرئ القيس الشاعر.
وكان عمرو بن هند قد أوعز إلى أمه أن تنحي الخدم وتستخدم ليلى إذا دعا بالطرف.
نامعلوم صفحہ