عرب کے ادباء عباسی دور میں
أدباء العرب في الأعصر العباسية
اصناف
فهذا التهكم وإن يكن مضحكا فهو حاد جارح لما فيه من لؤم ونكاية، ولا يخلو من وقاحة لصدوره عن شاعر جاء يمدح الخليفة متكسبا، فشرع يهزأ بخاله في حضرته.
وكان إعجابه بنفسه يدفعه إلى أن يربأ بها عن مهاجاة سفلة الناس؛ لئلا يجعل منزلته في منزلتهم، وكثيرا ما أعرض عن جواب لئيم تحرش به، وكان يقطع لسان أبي الشمقمق الشاعر بمائتي درهم في كل سنة؛ مخافة أن يهجوه وهو لا يستطيع الرد عليه؛ لأنه شاعر سخيف يروي شعره الصبيان.
وكان كريما متلافا، يكسب كثيرا وينفق كثيرا، شديد الفخر بكرمه فما يأنف أن يشكو ضيق ذات يده لكثرة الإنفاق، وإذا شكا وسأل ألح في المسألة، ولكن على كبر وعتو وتهديد.
وهو على بغضه للناس يحب أبناءه ويرأف بهم، وقد مات له ولد فجزع عليه جزعا شديدا، ويحب إخوته ويعطف عليهم، وكان له أخوان قصابان؛ أحدهما يقال له بشر والآخر بشير، فكانا يستعيران ثيابه فيوسخانها، وينتنان ريحها، فأراد منعهما فلم يمتنعا، فإذا أعياه الأمر خرج إلى الناس في تلك الثياب على نتنها ووسخها، فيقال له: «ما هذا يا أبا معاذ؟» فيقول: «هذه ثمرة صلة الرحم.»
ويحب أصدقاءه الخلعاء ويبرهم، ويحفظ لهم الوداد بعد موتهم فيرثيهم ويتلهف عليهم، ولعله لم يخلص في حبه إلا لأبنائه وإخوته وندمائه.
وكان إلى ذلك حاد الذهن، شديد الذكاء، نير البصيرة، سريع التنبه، دقيق الحس، ذرب اللسان، حاضر البديهة.
تلونه في نسبه
كان بشار شعوبيا متعصبا للفرس، ينكر الولاء ويتبرأ منه، ويحض الموالي على رفضه، ولكنه كان مع ذلك يفتخر ببني عقيل وبقيس عيلان، ويدافع عنهم ويهجو أعداءهم، فإذا انتسب إلى الفرس جعل أسرته في مستوى أسرة كسرى:
ورب ذي تاج كريم الجد
كآل كسرى أو كآل برد
نامعلوم صفحہ