عرب کے ادباء عباسی دور میں
أدباء العرب في الأعصر العباسية
اصناف
وعلى الجملة فإن التجدد اللفظي ظهر ظهورا جليا في شعر العباسيين، ولم يكن دونه التجدد المعنوي. (3) التجدد المعنوي
كان من أثر اختلاط العرب بالأعاجم في السكنى والزواج أن نشأ جيل عباسي له ثقافة وتفكير جديد، وله حضارة فارسية تميل به عن بداوة الأعراب؛ لذلك أخذ الشعراء يبتعدون عن المواضيع الجاهلية إلى معان طريفة يستمدونها من روح العصر ومشاهد البيئة، وقد تصرفوا في هذه المعاني تصرفا لم يبلغه المتقدمون، وأبدعوا في التوليد
6
والاختراع.
واتسع عليهم باب الخيال لاتساع سبل اللهو ووسائل العمران، فمن قصور شواهق وحدائق نواضر إلى نهور دوافق وسفائن مواخر، فأصبحوا إذا عمدوا إلى التشبيه استمدوا أكثره من البساتين والحلى والرياش والطيوب، فذاع عندهم تشبيه الخد بالتفاح والورد والياسمين، والبنان بالعناب، والعيون بالنرجس، والخمر بالياقوت والذهب، والكأس باللؤلؤ، وقوس السحاب بأذيال مصبغة، والهلال بين الغيوم بزورق من فضة عليه حمولة من عنبر، وغير ذلك من ألوان الحضارة الجديدة.
على أن هذا الخيال كان يرافقه العقل، فما يدعه ينطلق على هواه، كما كان ينطلق خيال الشاعر الجاهلي والإسلامي، بل عني بتهذيبه وتنظيمه؛ فنشأ عن ذلك اتساق في الأفكار، فأصبح الشاعر إذا تغزل وأراد الانتقال إلى المدح لا يثب إليه وثبا بل يمد جسرا يعبر عليه، وهذا ما يسمونه حسن التخلص.
ولا ريب في أن نقل الفلسفة والمنطق كان أثره بليغا في تثقيف أفكار الشعراء وتنسيق خيالاتهم، وأثر فيهم نقل العلوم؛ فاستعملوا الأغراض العلمية في شعرهم ولم تكن معروفة من قبل، كقصيدة صفوان الأنصاري التي يصف بها معادن الأرض رادا على بشار بعد أن مدح بشار إبليس، وزعم أن النار خير من الأرض، وحسبك أن تقرأ منها هذين البيتين لتعلم مبلغ تأثير العلوم الدخيلة في الشعر العباسي، قال:
وفيها ضروب القار والشب والنهي
وأصناف كبريت مطاولة الوقد
7
نامعلوم صفحہ