کلاسیکی ورثہ: ایک بہت مختصر تعارف
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
شكل 2-2: منزل فوفيل: القنصل الفرنسي في منزله في أثينا.
في عام 1811 حدث أن قدمت إلى هنا زمرة من المستكشفين تجمعوا معا: زوجان ألمانيان يجمعان بين الرسم والهندسة المعمارية، وأثريان دنماركيان (وكانوا قد التقوا جميعا كطلاب في روما)، ثم انضم إليهم مهندسان معماريان إنجليزيان هما سي آر كوكريل (انظر الشكل
2-3 ) وجون فوستر، وكانا قد وصلا مؤخرا من إنجلترا عبر القسطنطينية (إسطنبول الآن). وكانت أول بعثة مشتركة قاموا بها إلى أنقاض أحد المعابد في جزيرة إيجينا، وهي ليست بعيدة عن أثينا. وقد شرعوا في رحلتهم تلك إبان إرسال اللورد إلجين آخر شحناته لمنحوتات البارثينون إلى إنجلترا. وهنا حكاية لطيفة وقعت مصادفة؛ إذ ركبوا البحر في قارب صغير، فمروا بسفينة إلجين الضخمة (والتي كانت أيضا تقل على متنها بايرون عائدا إلى أرض الوطن)، فغنوا لبايرون إحدى أغانيه المفضلة، فدعاهم إلى متن السفينة الكبيرة وشربوا معا نخب وداع أو نخبين. لقد كانت بداية مبشرة لحملة ناجحة. أما منحوتات المعبد التي عثروا عليها من خلال الحفر في الأنقاض، فقد انتهى بها الأمر إلى أن تقبع بفخر في متحف بافاريا الجديد الذي أنشأه الأمير لودفيج الأول في عاصمته مدينة ميونخ ؛ حيث لا تزال تعرض في متحف جليبتوتاك.
شكل 2-3: المهندس المعماري الشاب: تشارلز آر كوكريل.
كانت خطتهم القادمة هي السفر إلى باساي، وهي رحلة أبعد بكثير وأخطر بكثير؛ فقد كانت المنطقة المحيطة بها موبوءة بمرض الملاريا، وأول مسافر قادم من أوروبا الغربية يمر بذلك المعبد عاش بالكاد ليروي ما حدث (وكان رجلا فرنسيا يدعى يواكيم بوشر، وذلك في عام 1765). وعندما حاول أن يعود لزيارته مرة أخرى بعد ذلك بوقت قصير، اغتيل على يد من وصفهم كوكريل ب «قطاع الطرق الخارجين عن القانون من أهل أركاديا». ومع ذلك، فإن تلك الزمرة من المستكشفين اعتمدت على الوصف القديم للمعبد الذي كتبه رحالة إغريقي من القرن الثاني قبل الميلاد، والقائل بأن ذلك المعبد قد صممه المهندس المعماري نفسه الذي صمم البارثينون؛ تلك التحفة الخالدة من العمارة القديمة. وكان احتمال العثور على بارثينون آخر يدور في أذهانهم، فتركوا أثينا قاصدين باساي، ووصلوها في أواخر عام 1811.
كان كوكريل هو أول من اكتشف الإفريز. فبعد بضعة أيام من التخييم على جانب التل والبحث في الأنقاض هناك، لاحظ كوكريل ثعلبا يخرج من مخبئه العميق تحت كومة حطام المعبد. وبعد بحث الأمر وجد بين ذلك الركام، عميقا في ذلك المخبأ، لوحا منحوتا من الرخام، فخمن محقا أنه قطعة من إفريز المعبد. غطى فريق المستكشفين بعناية ما عثروا عليه، وذهبوا ليعقدوا اتفاقا مع السلطات التركية، لتسمح لهم بالحفر والعثور على البقية واستخراجها. ثم عادوا بعد عام، هذه المرة بدون كوكريل، الذي كان قد انتقل إلى صقلية، وبدون أحد الدنماركيين، الذي مات بسبب الملاريا. وجمعوا جيشا من العمال المحليين، وصدوا هجمات من قطاع الطرق الذين كانوا على الأرجح جيرانا لعمالهم، إن لم يكونوا أبناء عمومة لهم، وحفروا فوجدوا الإفريز وغيره من المنحوتات الصغيرة (انظر الشكل
2-4 )، وحملوها إلى البحر على مسافة تزيد على ثلاثين كيلومترا من الطرق الوعرة، ومن هناك نقلوها إلى جزيرة قريبة تسمى زاكينثوس (التي كانت آنذاك لحسن حظهم تحتلها البحرية البريطانية). ولم يتبق إلا بيعها.
ولعل من طرق سرد هذه القصة أن نقصها على أنها قصة تنتمي إلى الثقافة والصفوة الأرستقراطية؛ فدراسة التراث الكلاسيكي مثلها مثل «الجولة الكبرى»؛ هواية لطبقة النبلاء الإنجليز وأقرانهم من الأوروبيين (أسماء الألمانيين في حد ذاتها تشي بذلك: البارون فون هالرشتاين، البارون أوتو ماجنوس فون ستاكيلبرج). لقد كانوا فتية من الطبقة العليا تعلموا اللاتينية واليونانية في المدرسة، وأتبعوا ذلك برحلة «ثقافية» إلى اليونان نفسها؛ حيث أكثروا من الشراب والتلذذ بالفتيات هناك بلا شك. كان هذا عالما يخص نخبة ثرية بما يكفي للسفر هنا وهناك، ولك أن تتخيل الثراء الكبير والسريع من جراء بيع الكنوز الأثرية التي كانوا يجدونها.
شكل 2-4: العمل يجري على قدم وساق: التنقيب عن المعبد الموجود في باساي.
لكن الأمر كان أكثر تعقيدا من ذلك. ولنتفكر هنا: ماذا كان هدفهم من استكشاف اليونان؟ كان بعض المشغولين بأمر باساي لهم أهداف عملية تتجاوز بكثير تصورنا لما يوحيه تعبير «الجولة الكبرى». لقد كان كوكريل نفسه بالتأكيد من الأثرياء، ولكن كان لجولته، على الأقل في جانب منها، أهداف مهنية؛ فقد كان مهندسا معماريا، يبحث عن روائع البناء القديمة ليعرف منها ما يفيده في مهنته. وقد كان على وجه الخصوص شغوفا بأن يرى إلى أي مدى كانت بقايا المعابد الإغريقية متطابقة مع توصيات فيتروفيوس، وهو مهندس معماري روماني قديم صاحب دليل إرشادي في مجال الهندسة المعمارية كان ما يزال مستخدما بوصفه دليلا مهنيا. لم يكن هذا مجرد سعي بارد عن الجمال والثقافة؛ فقد كان العالم القديم يقدم نموذجا عمليا للتصميم، يعلم أهل ذلك الفن من المعاصرين «كيف» يصممون تلك الأشياء.
نامعلوم صفحہ