کلاسیکی ورثہ: ایک بہت مختصر تعارف
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
تتضح صورة أخرى من صور هذا الحنين في التقليد المتمثل في إطلاق الشاب المستهتر العنان لنزوات الشباب، وتذكره لاحقا لشبابه الضائع في توق محرك للمشاعر. حمل التعبير القوي الذي صكه الحبر هذه الفكرة إلى القرن العشرين، على سبيل المثال، في رواية «العودة إلى برايدزهيد» للروائي إيفيلين وو، التي فيها يلهو شباب جامعة أكسفورد المتأنقون في حجراتهم بجمجمة محفور عليها عبارة «حتى في أركاديا ها أنا ذا» (وهي أيضا عنوان الكتاب الأول من الرواية). فكر هؤلاء الشباب في السخرية من صورة نمطية فاسدة، لكن من خلال كلمات الراوي تشارلز رايدر، التي يستعيد من خلالها الماضي وهو في فترة منتصف العمر، يتبين أن هذه العبارة إنما تسخر منهم هم؛ إذ إنهم كانوا يعيشون هذه الصورة النمطية غير واعين لذلك. وإذا وضعت دائرة الابن الثاني للورد ميرشمين، سيباستيان فلايت، في سياق الرواية في عام 1945 عند نهاية الحرب العالمية الثانية، فستقدر المفارقة الأركادية حين يتلو صديقهم المحب لملذات الحياة أنطوني بي بي بلانش على الشباب شعرا كلاسيكيا محبطا مأخوذا من قصيدة تي إس إليوت «الأرض الخراب». لقد فاتهم قطار العمر (انظر الشكل
10-1 ).
شكل 10-1: أركاديا أخرى: الشباب المرفه لعصر بائد.
انظر إلي: درس لاتيني صغير
ومع ذلك، فالعديد من أشهر استخدامات العبارة «حتى في أركاديا ها أنا ذا» جاءت على صورة رسوم. وأشهر هذه الرسوم قاطبة هي لوحة الرسام العظيم نيكولا بوسان بعنوان «رعاة أركاديا»، التي أمر برسمها الحبر نفسه الذي صك هذا التعبير (انظر الشكل
10-2 ). في الصورة يتجمع عدد من الشباب الأركاديين حول شاهد قبر، منكبين على دراسة الكلمات، التي يمكن قراءتها بالكاد، المنقوشة عليه، موضحين فيما يبدو ما يمكنهم رؤيته لفتاة تقف إلى جوارهم. لكننا سنركز الآن على لوحة أخرى رسمت في وقت لاحق، لوحة أدخلت هذا النوع تحديدا إلى الفن البريطاني: الصورة المزدوجة للسيدة بوفيري والسيدة كرو التي رسمها سير جوشوا رينولدز عام 1769 (انظر الشكل
10-3 ).
شكل 10-2: إن صورة رينولدز للسيدة بوفيري والسيدة كرو (انظر الشكل
10-3 ) تعيد استخدام مخطط لوحة بوسان بعنوان «رعاة أركاديا»، والتي فيها تلتف مجموعة من الشخصيات الأركادية حول مقبرة. هل يستطيعون تبين التعبير الشهير «حتى في أركاديا ها أنا ذا»؟
شكل 10-3: حتى في أركاديا ها أنا ذا: نقش محفور للوحة رينولدز للسيدة بوفيري والسيدة كرو.
نامعلوم صفحہ