کلاسیکی ورثہ: ایک بہت مختصر تعارف
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
الفصل العاشر
«حتى في أركاديا ها أنا ذا»
إلى من يشير الضمير «أنا»؟
في قلب قصائد فرجيل عن أركاديا ثمة قصيدة يتبادل فيها اثنان من الرعاة الأغنيات تعليقا على وفاة المغني الأسطوري البدائي دافنيس، الذي يعد مصدر إلهام لهما. في ثاني هذه الأغنيات، والتي تشكل النصف الثاني من القصيدة، يرتفع دافنيس إلى النجوم؛ حيث يجتاز عتبة جبل الأوليمب كي ينضم إلى الآلهة، ويحل عصر جديد من السلام على الريف الدائم الامتنان. تعد الأغنية بالإطراء، إلى أن ينقضي الوقت. ينعى المغني الأول الرحيل القاسي لدافنيس الشاب، ويحتفي بتعاليمه، وينعى ما أصاب الريف من خراب. وتنتهي مرثاته، في منتصف قصيدة فرجيل، بتهيئة مقبرة لدافنيس، ونعي ينقش عليها. ستكون القصيدة الصغيرة أغنية مدرجة داخل أغنية الراعي، وهي ذاتها مكتوبة في القصيدة/الأغنية الخاصة بفرجيل:
أنا، دافنيس، المعروف جيدا في الغابة الممتدة من هنا إلى النجوم،
ما زلت راعيا لقطيع بهي، وما زلت أنا نفسي أكثر بهاء.
في القرن السابع عشر في إيطاليا، وجد حبر معني بدراسة الإنسانيات، صار لاحقا البابا كليمنت التاسع، الإلهام في الهشاشة الأبية لهذه المرثاة، وحاكى النقص الواضح في قواعدها النحوية عندما صك التعبير الشهير
et in arcadia ego (الذي يعني تتابع كلماته حرفيا: و/حتى في أركاديا ها أنا ذا)، وهو ذلك التعبير الذي أسر خيال الفنانين والشعراء في أرجاء الثقافة الغربية منذ أن صيغ. وكما سنرى، فهو يحكي قصة؛ قصة عن الموت والجنة. وهو يقدم صورة كلاسيكية عن انغماسنا في عالم الماضي وانفصالنا عنه أيضا. وفي الوقت عينه، إنه صورة كلاسيكية عن انغماس العالم الكلاسيكي في عالم أركاديا وانفصاله عنه، ذلك العالم الذي حل محله ونسيه، ثم تذكره حين كان ضائعا بالفعل. نعم، نحن نريد أن يتساءل القراء عما يعنيه هذا التعبير الشهير.
في عام 1786 ترك الكاتب الموسوعي المعني بالكلاسيكيات جوته (يوهان فولفجانج فون جوته والذي كان يبلغ من العمر آنذاك 37 عاما) منصبه في حكومة فايمار؛ كي يقوم بجولة عظمى مدتها عامان في إيطاليا، وهناك مر بتجربة صحوة قوية، مصحوبة بتدفق محموم لكتاباته. سرد جوته هذه الخبرة علاوة على النشاط القوي الذي شهدته حياته وأعقب مكوثه في إيطاليا في «الرحلة الإيطالية»، وعنون فصلا مثيرا للمشاعر بالعبارة التالية:
Auch ich in Arkadien (وهي ترجمة ألمانية للعبارة اللاتينية «حتى في أركاديا ها أنا ذا»). وقد أغدق جوته، الجامع المتحمس الآن للأشياء والتذكارات الكلاسيكية، «مراثي» حسية رومانية لعشيقته الشابة كريستيان، التي وجدها عند عودته تعمل، على نحو ملائم، في مصنع للزهور الصناعية. استمر جوته في لعب دور الرجل المحب المسئول، لكن قلبه ظل بعيدا بدهور عدة عن أمراء وسط أوروبا بحروبهم الثورية وتلك المضادة للثورة. وعلى مدار حياته المديدة، استمر في إلهام التيار الهيليني من المدرسة الرومانسية الذي حفز الشباب على الانطلاق والانتشاء بإعادة اكتشاف المشاهد الإغريقية، بأطلالها وبقاياها، ومن بينهم بايرون وكوكريل وأصدقاؤه. ومن خلال عنوان هذا الفصل يوضح جوته ارتباطه الرومانسي الحنون بالعالم الكلاسيكي.
نامعلوم صفحہ