کلاسیکی ورثہ: ایک بہت مختصر تعارف
التراث الكلاسيكي: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
الأثر الأخير لحكمها العتيق،
آخر المفسدين وأسوؤهم وأغباهم، من هو؟
فلتخسئي يا كاليدونيا! أن يكون لك ابن مثل هذا!
ولكن الأمر الأكثر إثارة للانتباه هو حقيقة أن الكثيرين في إنجلترا، نظرا لتمسكهم برؤية خاصة لكمال العالم القديم، لم يرقهم ما رأوا عندما عرضت منحوتات البارثينون في نهاية المطاف في المتاحف؛ فقد وجدوا أنها كانت مختلفة تماما عما كانوا يتوقعونه، لقد كانوا يتوقعون أن يروا أعظم تحفة أثرية عرفها العالم القديم، فحين رأوا قطع الرخام المهشمة تلك كانوا على يقين أن هناك خطأ فادحا قد وقع، وأن تلك التماثيل ليست أعمالا فنية أصلية، بل هي بدائل تشبهها نحتت بعد ذلك بقرون في عهد الإمبراطورية الرومانية.
الحقيقة المهمة الأخرى هي أن بعثة باساي كانت رحلة استكشافية إلى اليونان لا إلى إيطاليا. صحيح أن بعض أفراد البعثة زاروا روما. وفعل كوكريل ذلك عندما جعلت نهاية الحرب النابليونية الزيارة ممكنة؛ لأنه في عام 1811 كانت كل من روما ونابولي، في الواقع، مغلقتين رسميا أمام الإنجليز. ومع ذلك، فكون اختيارهم وقع على اليونان دون إيطاليا لتكون موضع رحلتهم الاستكشافية يمثل تغييرا كبيرا في الاتجاه في أواخر القرن الثامن عشر ومستهل القرن التاسع عشر؛ فلم يعد الهدف من زيارة العالم القديم في الخارج روما فحسب، ولكن شواطئ أثينا الأبعد وما وراءها.
إن فكرة دراسة التراث الكلاسيكي بوصفها عملية اكتشاف تفسر هذا التغيير جزئيا. فإذا كان ينظر إلى استكشاف أراضي العالم القديم على أنه رحلة بطولية إلى أماكن غريبة ونائية، فإن روما تصير غير مناسبة بعض الشيء. لعل استكشاف إيطاليا كان فيما مضى صعبا وغريبا. ولكن بحلول عام 1800 كان هناك بالفعل الكثير من الفنادق في روما على الأقل، وصار أمر السفر سهلا نسبيا، وكذلك الأدلة والكتيبات الإرشادية؛ باختصار كانت هناك بنية تحتية لصناعة سياحية مزدهرة في مرحلة مبكرة. وبالنسبة لمن كانوا يبحثون عن الإثارة وخوض المجهول، ولا يرضون ب «عطلة» تلائم أفراد الطبقة الوسطى، كانت الخطوة التالية هي اليونان بتحفها الأثرية التي لم يستكشفها أحد ومخابئها الجبلية وأمراضها الغريبة.
صنع في اليونان، مطلوب في روما
ولكن كان هناك أيضا نوع آخر من المنطق في الانتقال من إيطاليا إلى اليونان، وهو منطق أتى من العالم القديم نفسه. كانت روما هي المدينة التي غزت العالم؛ بلدة صغيرة في وسط إيطاليا حققت سلسلة غير عادية من الانتصارات العسكرية على مدى ما يزيد على ثلاثة قرون، فأخضعت معظم دول العالم المعروف تحت سيطرتها. ولكن، في الوقت نفسه، ظل ذهن الثقافة الرومانية مشغولا بفكرة أنها مدينة لثقافات البلاد التي غزتها الجيوش الرومانية، وعلى رأسها اليونان. وقد رأى الشاعر الروماني هوراس المفارقة الكبرى عندما كتب في «رسالته» إلى الإمبراطور الروماني أغسطس أن غزو اليونان كان أيضا غزوا لروما؛ ذلك لأن الحضارة الرومانية، والفن والأدب الرومانيين، كانت تعود إلى اليونان. وورد في رسالته العبارة التالية:
Graecia capta ferum uictorem cepit ؛ بمعنى: «روما القوية استولت عليها اليونان الأسيرة.»
من الصعب معرفة إلى أي مدى تطفلت روما حقا على الثقافة الإغريقية، أو إلى أي مدى كان الرومان حقا مجرد برابرة متوحشين إلى أن غزوا الإغريق فصاروا متمدنين. ومن الصعب، بنفس المقدار تقريبا، معرفة ما يعنيه أن يقال عن روما، أو أي مجتمع آخر، إنه ليس لديه «ثقافة» تخصه بذاته، وإن حضارته لم تكن إلا شيئا استعاروه من غيرهم. ولكن بالتأكيد كان الرومان أنفسهم في كثير من الأحيان يضعون أنفسهم في هذا الإطار حين يتحدثون عن علاقتهم باليونان؛ إذ نجدهم يرجعون ما لديهم من فن وهندسة معمارية، وكذلك العديد من ألوان أدبهم وشعرهم، يرجعونها جميعا ومباشرة إلى اليونان.
نامعلوم صفحہ