وننظر أيضا إذا كان للجنس ضد ما، ليس فقط إن كان الضد فى جنس واحد بعينه، لكن والمتوسط أيضا. وذلك أن الشىء الذى فيه يكون الطرفان فيه تكون المتوسطات، كالحال فى الأبيض والأسود، لأن اللون هو جنس هذين وجنس جميع الألوان المتوسطة بينهما. وعناد هذا القول أن النقصان والزيادة فى جنس واحد بعينه، إذ كان كلاهما فى الشر، والمتوسط بينهما — وهو المعتدل — ليس هو فى هذا الجنس بعينه، لكنه فى الخير.
وننظر أيضا إن كان الجنس ضد الشىء، ولم يكن النوع ضدا لشىء من الأشياء. وذلك أن الجنس إن كان ضد الشىء، فالنوع أيضا كذلك، كالحال فى الفضيلة والرذيلة والعدل والجور. ونظن أن هذا المعنى ظاهر على مثال واحد فى الأشياء الأخر لمن يتفقده. وعناد هذا يوجد فى الصحة والمرض: فإن الصحة ضد المرض على الإطلاق؛ ومرض ما — وهو نوع — ليس هو ضدا لشىء أصلا، بمنزلة الحمى والرمد وكل واحد من الأخر.
وينبغى: أما لمن يروم الإبطال أن يبحث بهذا المقدار من الأنحاء، وذلك أنه إن لم يوجد ما وصفنا، فمن البين أنه ليس الموصوف بجنس؛ وأما لمن يريد التصحيح فبثلاث جهات: أما أولا فإن كان الضد فى الجنس المذكور من غير أن يكون للجنس ضد، لأن الضد إن كان فى هذا فمن البين أن الذى قدم ووضع، أيضا فيه. وأيضا إن كان المتوسط فى الجنس المذكور، فإن الشىء الذى فيه المتوسطات فيه تكون الأطراف. وأيضا إن كان للجنس ضد ما، فينبغى أن ننظر إن كان الضد فى الضد: فإنه إن كان، فمن البين أن الذى قدم فى الذى قدم ووضع.
صفحہ 565