فأما المصحح فينظر ألا يكون يستعمل الاسم الواحد بعينه مكررا، فإن بهذا الوجه تكون الخاصة موضوعة على ما يجب — مثال ذلك أنه لما كان من قال إن الإنسان قابل للعلم ليس يستعمل اسما واحدا مكررا، صار ذلك خاصة للانسان موضوعة على مايجب. — وبعد ذلك فينظر المبطل إن كان قد وصف فى الخاصة اسما يوجد لكل شىء. فإن ما لا يفصل من أشياء ليس ينتفع به. والشىء الذى يقال فى الخواص ليس ينتفع به. والشىء الذى يقال فى الخواص ينبغى أن يكون يفصل كالشىء الذى يقال فى الحدود. فإن وضعت الخاصة هكذا لم يكن وضعها على ما يجب — مثال ذلك أنه لما كان الذى يضع خاصة العلم أنه ظن لا يزول التصديق به من القياس، إذ هو واحد بعينه قد استعمل فى الخاصة ما يوجد لكل شىء، وهو الواحد، لم يكن وضع خاصة العلم وضعا كما يجب. — فأما المصحح فينظر ألا يستعمل أمرا عاميا أصلا، لكن يستعمل ما كان مفصلا من شىء، فإن الخاصة بهذا حينئذ تكون موضوعة على ما يجب — مثال ذلك أن الذى يضع أن خاصة الحى أن له نفسا لم يستعمل شيئا مشتركا أصلا؛ فخاصة الحى موضوعة بهذا وضعا جيدا، أعنى أن له نفسا.
صفحہ 592